يتّهمني بعض الكائنات أنني أُروّج للفقر حين أمتدح أكلة مثل» العدس» بشقيه» الحبّ والمجروش». وهي تُهمة لا أردّها وشرف لا أدّعيه.
الفقر أحيانا يشعرنا بآدميتنا، ويجرّنا نحو البساطة التي افتقدناها. والفقر المادي أهون من الفقر الإنساني. وكم في حياتنا أُناس أثرياء ولا يملكون أي حِسّ إنساني، ويعيشون من أجل إشباع غرائزهم وشهواتهم، مثلهم مثل الدواب.
خلينا في موضوع العدَس.
امس ، وبعد أن « زحلق اللي زحلق» ، لدرجة أنني كلما اتصلتُ بصديق او صديقة،أطمئن عليها سائلا: إنت زحلقتِ؟ وعندها أبدأ بباقي الأسئلة.
كثيرون زحلقوا أمس، وبالفعل كان «يوم الزحاليق العالمي».المهم أنني عدتُ سالما ولم «يزحلقني»أحد.وفي طريق العودة ، شاهدتُ هجوما على» المؤسسة الاستهلاكية المدنية» وبالطبع على « السيفوي» المجاور. وعلى الشارع الرئيسي كان ثَمّة رجل يبيع الخضار وبرز الفجل والبصل الأخضر والسبانخ والملفوف والزهرة. وعلى الفور اتصلتُ بزوجتي وقلت لها: عدس .. إعمليلي عدس مجروش، هاي فيه بصل اخضر وفجل.
وقفزتُ الى الجهة الثانية واشتريتُ عِدّة العَدَس( الفجل والبص الاخضر)، ووقفتُ أتامل الكائنات التي هجمت على « المؤسسة» تشتري ما لذّ وطاب من المواد الغذائية الضرورية وغير الضرورية مثل «الكورن فلكس».
وهنا ، أستدرك، ربما كان « الكورن فلكس» من المواد الضرورية لبعض الناس وانا لا أعرف.. ربما.
عربات تدفعها أيدٍ معبّأة بالسلع والصابونة والشامبو والبسكويت، وكأن « الثلجة « جعلتهم يجوعون أكثر ولعل بعضهم صار «يتوحّم» على معلّبات وأجبان ولحوم وأسماك.
wغريبة الناس..
يتحدثون عن الفقر ويملأون بيوتهم بأطنان المواد الاستهلاكية بمجرد أن الثلج توقف وتحسّن الطقس.
بعد ساعة كان العدس يتجلّى في الصحن أمامي وحوله صحن الزيتون والليمون والبصل الاخضر والفجل «الجميل»، وهات تسخين خبز على الصوبّة.
واللي بدري بدري، واللي ما بدري بقول كفّ عدَس
|
بقلم: طلعت شناعة.
المراجع
addustour.com
التصانيف
صحافة طلعت شناعة جريدة الدستور
|