لماذا تخلو المكتبة العربية من مذكرات «اللصوص والحرامية»؟

أليسوا ـ كائنات ـ مثلنا وربما كانوا «أشطر» منا؟

كذلك تخلو المكتبة العربية من مؤلفات وسير الفاسدين والمفسدين. مع ان معظمهم «يتباهى» بأعماله، وهم من الشخصيات اللامعة والمشهورة.

هل تشهد ثورة المعرفة والانفلات « الإنترنتّي» كتابات ومذكرات لمن عاثوا فسادا وثبتت التهمة عليهم ثبوت «هلال العيد»؟

في بلاد الغرب ،تظهر مذكرات لأشخاص عملوا في وظائف مخفيّة وخطيرة، ويقدموا معلومات، حتى لو كانت متأخّرة، عن الأفعال والحماقات التي ارتكبوها في حياتهم.

عندنا،كل الذين يكتبون مذكراتهم»شرفاء»، ومعصومون عن الخطأ ـ والعياذ بالله ـ .فتجد ان صاحب المذكرات «عاش في بيت كريم ـ مين كريم ـ، وترعرع في كنف جدّه لأبيه الباشا فلان الفلاني، واذا كان جدّه يعمل السبعة وذمّتها، لا يتطرق الى ذلك ويكتفي بذكر «أمجاده».

دائما هناك الانتصارات والبطولات والمواقف المشرّفة،تماما مثل مذكرات الفنانات والراقصات العربيات.

وحتى عندما تُعد مسلسلات عن سير المشاهير ، نجدها صورا ناصعة وكأن أصحابها ليسوا بشرا ، يحبون ويكرهون، يصيبون ويخطئون، يشربون القهوة

والنسكافيه على الشرفة ويذهبون الى الحمّام حينما يصابون بالإسهال. لهم أحلامهم وحماقاتهم، ينتصرون وينكسرون.

ومع كثرة «الحرامية والفاسدين والمفسدين» في حياتنا،أتمنى ان نرى مذكرات لهؤلاء بحيث نتعرف إلى «سرّ المهنة»، بعد أن يكون أصحابها قد «تابوا» ونهبوا اللي نهبوه.

صدقوني، نحن بحاجة الى هكذا مذكرات،لكي نعرف التطورات في هذه المهنة» المنتشرة» بيننا بغزارة.

من يبدأ ومن يكون «الرائد» في هذ المجال..

بقلم: طلعت شناعة.​

المراجع

addustour.com

التصانيف

صحافة   طلعت شناعة   جريدة الدستور