يقولون: ان ما يميز الانسان عن الحيوان وباقي الكائنات «الإحساس». ولكل قاعدة اختلافات، فكثيرا ما نجد أُناسا واشخاصا يفتقدون الى هذه «الميزة»، وبذلك، يشذون عن «القاعدة»، ولا أقصد «تنظيم القاعدة». فتظن أن قلوبهم منحوتة من الصخر والصوّان. وغالبا ما تحركهم مصالحهم وتعميهم عن الإحساس بالآخرين. يعتبرون فقرك «نكتة»، وتعبك «مزحة» وجوعك «تسلية» وينصحونك بـ»الملفوف» كوجبة مفيدة.

هم أنانيون لا يحسون الا بأنفسهم، ومن زاوية وحيدة هي «كم يكسبون»؟. وربما كانت قلوبهم في «جيوبهم» وليست في صدروهم.

المشكلة ان هؤلاء يطالبونك بان تحسّ بهم وبغيرهم، وذلك بحسب الاهداف التي يرنون اليها.

حتى المشاعر، أصبحت محل بيع وشراء في زماننا. وهناك من يسعى الى «تجييرها»، تماما كما «يجيّرون شيكاتهم»، وكما يتبادلون قمصانهم وربطات أعناقهم.. المليئة بالخطايا.

نهربُ من دنيا هؤلاء الى عالم الإحساس العالي. ونجده في أُغنية أو رواية أو فيلم قديم. أو ذكرى حبيبين منقوشة على شجرة منسيّة.


احيانا «أُشفقُ» على العشّاق» الحقيقيين»، الذين يظهرون ككائنات»مذعورة» و»مسكينة»،كل مناهم أن لا»يتحرّش» بهم احد، من الذين يدّعون» الفضيلة».

الحب «شيء نادر»،وأصحاب المشاعر»مهَدّدون بالانقراض»، ويا خوفي لا يبقى الا» الوحوش الكاسرة».

عندها تصبح الحياة»ناشفة» ومثل صحراء قاحلة.

العاشق كائن رقيق غير مؤذٍ. يبغي السلامة.ينأى بنفسه عن القضايا الاشكالية واللغط والنقاشات واللت والعجن. لديه ما يشغله. لديه قلبه والمحبوب قضيته. يحلم بعالم نقيّ غير ملوّث بالضغائن والكراهية وسوء الفهم وسوء الظن وسوء المعاملة.

يقول كاظم الساهر في اغنية» كان صديقي»:

«إحساسه العالي سيقتله خوفي عليه لا على نفسي»

وللحقيقة فإنني كلما استمعتُ الى هذا المقطع، أشعر بروعة المطرب وبأدائه العالي. وفي نفس الوقت أتذكّر اغنية له بعنوان «منين أجيب احساس.. للي ما يحس»، كلما وجدتُ نفسي مطالبا بالمزيد من المشاعر والتسامح والتحمّل لكائنات تظن ان «قلبي» بئر لا تنضب من الحب، وهو ما أتمنّاه، لكن المشكلة فيمن يريد «مشاعري» وقتما يريد، وبما يحقق طموحاته أو أغراضه الخاصة.

لكل هؤلاء اردد اغنية الأخ كاظم «منين اجيب احساس»؟

شطّبنا. بحّ.

بقلم: طلعت شناعة.


المراجع

addustour.com

التصانيف

صحافة   طلعت شناعة   جريدة الدستور