تأكدتُ وبما لا يدع مجالا للشكّ أو الكمبيالة، أن صديقي وقرّة عيني رسمي محاسنة «ضعيف جدا» بمادة الجغرافيا، والمؤكد أن الذين جاءوا الى «جاهة» ابنه «موسى» لم يعتمدوا على «وصفه» للمكان، بل على خبرتهم ونباهة السائقين الذين يقودون سياراتهم.
فقد اعتمدتُ على «وصف/ رسمي» وكانت النتيجة كالعادة أنني «تهت».
ولولا بائع «بطّيخ» كان يتناول غداءه المتأخّر، واستعنتُ به كـ «صديق»، لانتهت مراسم «الجاهة» وانا بلف وادور في عمّان الغربية.
وصلتُ أخيرا، وكما يقولون «أفضل من الا أصل أبدا»، ولاحت «البدْلات» وربطات العنق الفخمة و»الشيك»، وظهر «أبو العريس»، كالعادة حائرا بين الوقوف والحركة الدائمة بين القادمين والمدعويين. وظهر إخوته وأقاربه من «المحاسنة» وأهل «كفر خل» الذين بتُ أعرفهم ويعرفونني جيدا، بحكم العلاقة التاريخية مع «رسمي». وما ان وصلت حتى عرّفني «رسمي» على نسايبه وقال انهم «نابلسية». فسألت أين أجلس أنا، كوني «مدوبل» أي عميل مزدوج، نصفي الحلو «نابلسي» وانا «إربديّ» الهوى والمولد، والاهم أنني متورّط بصادقة أهل «كفر خلّ».
واحترت، واخترت مكانا بين البينين.
لحظات.. وبدا المشهد مثل فريقين متقابليْن، أحدهما يمثّل «العريس»، والآخر يمثل» العروس».
كنتُ أتأمّل الحضور وأتعرّف ملامحَهم واصافح من أعرف ومن لا أعرف.
لحظات ُثانية، وأطل دولة أبو نشأت طاهر المصري، فأدركت أنه سيكون كبير جاهة العروس.
لحظات ثالثة، وأطل دولة أبو عصام، عبد الروؤف الروابدة، فأدركت انه سيكون كبير جاهة العريس.
وكالعادة ،»انشغل» صديقي رسمي بطقوس «طلب العروس»: فنجان القهوة، وورقة عليها اسم العريس واسم العروس، لتذكير المتحدثيْن وطالبي القُرب.
سمعنا كلاما جميلا من دولة «أبو عصام» وهو السياسي والمثقف والمفوّه. ورد عليه دولة «أبو نشأت» بكلام جميل مثله واشاد بالوطن الذي يجمع الناس الطيبين وبالتلاحم الشعبي. ووسط أجواء فرح انتهى الطقس وجاءت الكنافة «النابلسية»، وتداخلت الكائنات بين الفريقين وكان السلام والكلام و»الوشوشات» الجانبية، وبالنسبة لي فقد «ارتحتُ» بخطبة «موسى» من «جاسوس» كان يطاردني ويطارد أباه منذ عشرين عاما وكنا نطْلق عليه» الجاسوس الروسي»، لأنه كان يراقبنا ولا « يبوح بالسر، الا بعد أشهر».
إذن ، هو الزواج ، إصلاح وتأهيل، وراحة للآخرين.
وألف مبارك
| .
بقلم: طلعت شناعة.
المراجع
addustour.com
التصانيف
صحافة طلعت شناعة جريدة الدستور
|