لم تفاجئنا تصريحات وزارة الصحة والتي وردت على لسان الدكتور أحمد القطيطات (مدير ادارة المستشفيات بوزارة الصحة) والتي أعلن عنها بمناسبة «الاحتفال»

بيوم الصحة العالمي والتي أكدت أن 26% من البالغين في الاردن مصابون بارتفاع ضغط الدم. أي ربع سكان الاردن ـ حسب الاحصائية ـ، يعانون ـ رسميا ـ، من ضغط الدم وارتفاعه. ولهذا دلالة كبيرة وخطيرة ،هذا إذا كنا نهتم بالانسان وصحته. لكن الامور مرّت وسوف تمر دون وقفة، سواء من الجهات الرسمية او الشعبية. فالكل مشغول بلقمة العيش و «ايجار البيت» وبتدبير «قسط الاولاد» و»قرض البنك» وسداد»فواتير الماء والكهرباء والموبايل» وغيرها من الالتزامات.

الطريف في الاحصائية ،والأمر يدعو للأسى، أن إصابة الذكور في الاردن بمرض «الضغط» أكثر منها عند الإناث.حيث بين الذكور بلغت 9ر30 بالمئة مقارنة مع 5ر21 بالمئة اناث. والحمد لله ان هناك من يتحمّل متاعب الحياة أكثر من سواه في الاردن.

ولو كشفت وزارة الصحة عن باقي الأمراض والاحصائيات التي يرزح تحتها المواطن الاردني -ربما- لأصبنا ب «السّكتة». فهناك احصائية تشير الى ان ربع الشعب الاردني يعاني من مشاكل» السُّمنة»و «السكّري»، ولو أضفنا لها بعض وليس كل الامراض الاخرى لتأكدنا أننا نعيش من «قلّة الموت» وفي أحسن الأحوال نحن نتحرك ونعود الى بيوتنا فقط ببركة دعاء الوالدين، وليس بشطارتنا.

فقلوبنا «ميّتة»، وأصبحنا او معظمنا لا نتأثر كما كنا في السابق، عند رحيل عزيز لدينا او غيابه وفقدنا حاسّة» الشمّ» و»الذوق» في تصرفاتنا وسلوكياتنا. طبعا فقدنا

القيم والاخلاق وصارت مجرد عناوين قديمة في ذاكرتنا.

«مرارتنا» مطفيّة، صرنا نعاني من «البلادة»، ربما لكثرة ما تعرضنا من كوارث ومطبّات نفسية.

أما الأمراض النفسية، فحدّث ولا حرَج. نادرا ما تجد شخصا ذكرا كان او أُنثى الا ويعاني من حالة نفسية أقلها فقد الذاكرة، مؤقتا او على فترات.

منظمة الصحة العالمية رفعت شعار «راقبْ ضغطكَ، تحمِ ِ حياتك، وتحسن صحتك» .

ترى كم واحدٍ منا لديه «ترف» مراقبة صحته الا اذا «طب ساكت»؟

وفي النهاية، يسألونك: كيف الصحّة»

تمام، كله تمام، اموت انا في تمام

مين تمام؟.

بقلم: طلعت شناعة.​

المراجع

addustour.com

التصانيف

صحافة   طلعت شناعة   جريدة الدستور