هذا العراق الذي بالأمس نعرفه

خلاصة الحُسن تتلى عنه أوراد

هذا العراق الذي تأبي كرامته

أن يستحيل ركاما بات يزداد

وما العراق سوى بيتي ومدرستي

وملعبي وله في القلب أوتاد

يا موطن الخير لا يحزنك غائلها

كبا بك الدهر أم أعياك جلاد

سيفتح الله فتحا لا غرار له

وربك الأكرم الرحمن جواد

وإنّ ربك في علياء قدرته

له القضاء وحكم الله مرصاد

 

يا دجلة الخير: قد هانت مطامحُنا

حتى لأَدنى طِماحٍ غيرُ مضمونِ

يا دجْلَة الخير: أدري بالذي طَفحتْ به

مجاريك من فوقٍ إلي دُونِ

أدري علي أيّ قيثارٍ قد انفجرتْ

أنغامُكِ السمّرُ عن أناتِ محزونِ

أدري بأنك من ألفٍ مَضَتْ هَدراً

للآنَ تهزْينَ من حكمِ السلاطين

تَهزين أنْ لم تَزَلْ في الشرق شاردةً

من النواويس أرواحُ الفراعينِ

تهزين من خِصْب جنّاتٍ مُنثرةٍ

علي الضفافِ ومن بُؤسِ الملايينِ

تهزيْنَ من عُتقاءٍ يوم ملحمةٍ

أضفوْا دروع مطاعيمٍ مطاعينِ

يا دجلةَ الخير: والدنيا مفارقةٌ

وأيّ شرٍّ بخيرٍ غيرُ مقرونِ

وأيُّ خيْرٍ بلا شرٍّ يُلقّحهُ

طهْرُ الملائكِ من رجْسِ الشياطينِ

يا دجلةَ الخير: كم من كنْز موهبةٍ

لديْكِ في (القُمْقُمِ) المسحور مخزون

يا دجلة الخير: لم نصحبْ لمسْكنةٍ

لكنْ لنلْمِسَ أوجاعَ المساكينِ

يا دجلةَ الخير: منّيني بعاطفةٍ

وألهميني سُلواناً يُسلّيني

يا دجلةَ الخير: من كلّ الاُلي خبروا

بلوايَ لم أُلْفِ حتّى مَنْ يُواسيني

يا دجلةَ الخير: خلِّي الموج مُرتفعاً

طيفاً يمرُّ وإن بعْضَ الأحايينِ

يا دجلةَ الخير: يا مَن ظلَّ طائفُها

عن كلّ ما جلت الأحلامُ يُلهيني

يا دجلةَ الخير: خلّيني وما قَسمت

لي المقاديرَ من لدْغِ الثعابينِ

              


المراجع

odabasham.net

التصانيف

أدب  مجتمع