مؤكد أننا مدينون للفنانة سعاد حسني بما نشعر به هذه الأيام من بهجة «مَكانيّة». فكلما انطلقنا نحو الطبيعة (شجرا وبحرا وأرضا خضراء)، تذكّرنا أغنيتها الجميلة التي قدمتها في فيلم» أميرة حبي أنا» وعنوانها» الدنيا ربيع» والتي أبدعها الشاعر صلاح جاهين ولحنها الموسيقار كمال الطويل.

فقد ظلت فرحة سعاد حسني وهي تستمع ب» الربيع» مع زملائها وزميلاتها من طلبة الجامعة،تغزو قلوبنا كلما خرجنا في نزهة ولو كانت بسيطة الى» شارع ياجوز» او «شارع الأُردن»، أو الى» البحر الميت» أو « جبال عجلون» او» العقبة» أو أي مكان يحتضن دفء الأُسرة.

أنا، حدود رحلاتي محدودة، وغالبا ما أذهب يوم» الجمعة» الى «المدينة الرياضية»، فألعب « كرة قدم» مع صغيري»خالد» وترافقنا زوجتي وتطوف في المكان مشيا واحيانا تركض واحيانا تلعب معنا الكرة. نستمتع بأقل التكاليف زمجانا حتى ينتصف النهار،وخلالها نتسنكح ونرى الناس من كافة «الأحجام والأوزان» وهم يمارسون رياضاتهم في المشي السريع والبطيء ومنهم من يقود»الدراجة الهوائية / البسكليت». ومن الاطفال من يسير بواسطة العجلات، والكثيرون ينشغلون بلعب كرة قدم او» الاسكواش» و» التّنس الأرضي».

كنا نسير ونتمشى ، فلاحظتُ أن هناك من يكتفي بالجلوس مع عائلته في ظل شجرة، متأملا الطبيعة ومنشغلا بالثرثرة وهي «رياضة الحكي». وكلها «رياضة» في النهاية.

ليس مهما ن تقوم بأعمال جبّارة في يوم العطلة، بل ان تخرج وتغيّر ما اعتدت عليه طوال الاسبوع، وبخاصة وأن معظم الأزواج بما فيهم العبد الفقير، يعتبر قضاء الإجازة مع العائلة نوعا من « التكفير» عن غيابه وانشغاله عن اولاده باقي الايام، وربما عن « خطايا أُخرى»... ربما.

كل ذلك الفضل يعود الى «السندريلا» التي لم يبق شاب في السبعينات الا وتمناها او تمنى فتاة تشبهها تكون زوجة او .... الخ الخ.

وحين يهل الربيع ـ مش الربيع العربي او الامريكي ـ ، ويبدأ الطقس بالاعتدال حتى نهرع نحو المناطق الخضراء ـ مش اللي في بغداد ـ ،لنستمتع بالجوّ وبغسل أعيننا من «العمارات وعُلب الإسمنت» التي تجعلنا أكثر شراسة وأكثر حدّة في التعامل مع أنفسنا ومع الآخرين.

شكرا «سوسو»، أقصد «سعاد حسني»

بقلم: طلعت شناعة.

المراجع

addustour.com

التصانيف

صحافة   طلعت شناعة   جريدة الدستور   الآداب