من حسنات العلم، أنه تقدّم وبشكل سريع جدا وأكثر من تخيلنا.
واذا كان «أجدادنا» الذين «انقرضوا»،يقولون» العلم بحر» وبالطبع كانوا يتبعونها بعبارة» والتياسة محيط»، فإننا نخالفهم الرأي، خاصة وأنهم»انقرضوا»، ونؤكد ان العلم والاختراعات تجاوزت ما كنا نحلم به.
وبتقدم العلم، قام بجرّ الإنسان معه.
فمثلا»الكمبيوتر» حلّ مشكلة البطء في المعاملات. رغم ان بعض الموظفين وبخاصة في القطاع الحكومي، نقلوا تخلّفهم وعيوبهم وإدمانهم وكسلهم الى» الكمبيوتر»، الذي يكاد «يصرخ» وكما يقول إخوتنا المصريون»يطلع من هدومه».
والآن، جاء دور الطبّ،كي يعلن اكتشافا جديدا يتصل بالمبادىء والصفات الإنسانية المهذّبة.
ففي الولايات المتحدة الامريكية «تاج راسنا ووليّة نعمتنا واللي ملابسنا منها ـ من الباوبج للطربوش ـ مرورا ب»الدكّة» التاريخية ذات الحَبْل الطويل الذي يُعطّل «أكبر غسّالة في العالم»، توصل الباحثون في معهد»والت رويد» للبحوث الطبيّة بواشنطن، الى ابتكار عقار خاص، أطلقوا عليه»حبوب الشجاعة»، وذلك بهدف إزالة الخوف وزيادة جرعة الشجاعة في نفوس الجنود، وبخاصة اؤلئك الذين ترسلهم امريكا لغزو دول العالم، كما حدث في العراق وافغانستان وكوريا والصومال وقريبا في البحر المتوسط.
ويقولون، ان التجربة:نجحت، واختفى الخوف والجُبْن، وصارت الأُمور تمام التمام.
بعد هذا الابتكار،أتوقع ان يتوصل العلماء الى اكتشاف حبوب «للمجاملة». إذْ يتحول الناس» الدّفشين» والذين «يدبّون الكلام» مثل» الدببة»، ولا يعرفون «رقّة» المجاملة، الى كائنات ناعمة تتقن فن المجاملة من الدرجة الأُولى. وبذلك يكسرون الحاجز النفسي امام مرؤوسيهم ويصير بينهم »عيش وملح وجاتوه».
كما أتوقع، وانا توقعاتي »ما بتنزلش الأرض»، لأنها تبقى في الخيال، أن يتوصل العلماء الى اختراع حبوب » للحب»، وحبوب »للاستقامة» وحبوب »للوقار» وحبوب «للنذالة»، لأن هناك من يحبون ان يتمتعوا بهذه الصفة التي تمنحهم جانبا مريحا في الحياة، لاعتقادهم ان «قليل من النذالة» يجعلك قريبا من الجميع، وبخاصة «أعداءك».
ومن يدري، فربما نسمع عن حبوب »للنّقاء» وحبوب »للبراءة» وحبوب »للاتّزان» وحبوب »للتحمّل»، وبخاصة للمتزوجين حديثا الذين يحتاجون الى »دورة» في تحمّل طلبات ونقّ زوجاتهم.
لكنني، وبعد كل ما تقدم،أن نتحوّل الى »مرضى»، فلا نثق باعصابنا ولا أخلاقنا ومبادئنا، ونُدمن على هكذا حبوب.
ونكون مثل »المصيّف في الغور» أو « المشتّي في السويد».
كيف هالمقارنة. بذمتكم ما بتجنن
|
بقلم: طلعت شناعة.
المراجع
addustour.com
التصانيف
صحافة طلعت شناعة جريدة الدستور
|