انتقلت أسماء بعض المطاعم «الشاميّة» الى عمّان والمدن الأردنية. فبتنا نرى مطاعم ومقاهي تحمل تلك الاسماء التي ربما احترقت او اندثرت بفعل قصف النظام للأحياء والمدن السورية.
وبات من الطبيعي ان تسير في عمّام ـ مثلا ـ، وترى مطعما يحمل اسم» بكداش» وهو أحد أشهر محال البوظة في العالم العربي.
وكذلك» نجمة دمشق» أو « السوسنة السورية» او «حلويات بانياس» او «حلويات حلب» وهكذا.
وهو ما حدث من قبل، عندما جاءنا الاخوة العراقيون واستقرّوا بيننا، فظهرت أسماء أكلاتهم ومطاعمهم ومقاهيهم وهي أبرز المحال التي عادة ما يُقْبِل عليها الناس.
فكانت» الباتشا» و» المسكوف» و» التّنّور البغدادي» وغيرها وغيرها.
وارتفعت معهم اسعار الشقق والبيوت كما يحدث الآن مع تدفق الاخوة السوريين الفارّين من نيران النظام الذي دمّر سوريا وحوّلها الى مدن أشباح، ربما لكي تتناسب مع اسم» الشبّيحة».
أمس كنتُ في «وسط البلد» وتحديدا في»سقف السّيل». وحين ذهبتُ الى «صالون عزيز» أرخص صالون في العالم،حيث ان صاحبه لا يأخذ من الزبون أكثر من 99 قرشا مقابل قص الشعر. وتصادف ان جلس بجانبي شخص ضخم الجثّة واكتشفتُ بعد لحظات ومن لهجته انه من «دير الزور» واخذ يحدثني عن مجازر الذبح التي تُرتكب جهار نهار ضد السكان.
وبعدها خرجتُ الى «سوق السكّر» لشراء قميص رخيص (أبو النص دينار)، فكان حولي إخوة سوريون يشترون ويساومون البائعين بلكنتهم السورية المعروفة.
سرتُ نحو «سوق البخارية»، كنتُ أسترق اسمع لبائع يغري سيدة لشراء «أزرار وكُلَف» وكان يؤكد لها أن البضاعة أصليّة و»سوريّة». وفي محل»نوفوتيه» للملابس تناولت بنطال/ رياضة، وحين سألتُ عن السعر ، قال لي البائع، أنه جيد ويكفي أنه صناعة «حَلبيّة».
وفي باحة «مسجد الجامعة الاردنية»،كانت ثمّة حلويات شهيّة»برازق وفستق حلبي»، واشار البائع أنها آخر كميّة ممكن ان تصل من سوريا ،ملوّحا الى الأوضاع التي تزداد سوءا في سوريا. يعني»ممكن تنقطع البرازق والبقلاوة والفستق الحلبي». وفي المساء طلبتُ موعدا مع صديقة، فردت عليّ باللهجة السورية:( ما فيني أشوف بكرة،خليها لغير وأت).
بقلم: طلعت شناعة.
المراجع
addustour.com
التصانيف
صحافة طلعت شناعة جريدة الدستور