كنتُ» أتسنكح» في «المدينة الرياضية» مساء «الجمعة»، وتخيلتُ «الشعب الاردني» كله يتنزه في المكان. وللوهلة الأولى ظننت انهم لا يتابعون نشرات الأخبار، والا كيف يخرجون ويتركون بيوتهم، بينما «طبول الحرب» تُدقُّ على «الجارة الشمالية» سوريا؟

فكان ثمة كائنات تمارس رياضة المشي وهناك من يمارس الهرولة وهناك من «انبطح» تحت شجرة، مديرا ظهره للعابرين في الشوارع الرئيسة.

طبعا، ان «تنبطح» تحت شجرة سروْ «موقف»، وان «تدير ظهرك للعالم» أيضا»موقف»، وأن تنشغل بلقاء غرامي مع فتاة في نفس المكان/ العام، أيضا «موقف». كما ان الرجل الخمسيني الذي تمدد مثل بعير محوّلا رِجل زوجته الى «وسادة» أيضا يعتبر «موقفا» سياسيا. لأننا» زوجتي وانا» ، اخذنا نفكّر بمشاعر الرجل/ البعير، الذي «تجرّأ» و»ركن» رأسه على زوجته وهي «جاثمة» على الحصيرة، غير آبهة بسلوك زوجها،لانها كانت تنظر الى المدى البعيد واصابعها مشغولة ب»فصفصة البزر».فقالت زوجتي مستنكرة او مستفهمة او مندهشة»شايف كيف العائلات المتحابة».

وعلى الفور، قلتُ لها»شايفة كيف المرأة غير مهتمة بزوجها وكأنها مرغمة على ذلك».

طبعا وكالعادة، ما طلعنا بنتيجة.

وفي موقع آخر من المكان، وقبل ان تُغمض عمّان عينيها عن بعض نهارها، كان هناك ثلّة من الشباب والاولاد يقودون سياراتهم متجولين بين العائلات، وخاصة اذا كانت ثمة فتاة «شاردة» وحدها، مُطلقين صوت سمّاعات سياراتهم، باغان صاخبة، تماما مثل «ذئاب» جاءت للقنص.

وقتها، كانت نشرات الأخبار تتابع ردود الفعل على رفض البرلمان البريطاني مشاركة امريكا»مغامرة» ضرب «مواقع للنظام السوري». وكانت تأتيني بعض» المسجات» من أصدقاء يظنون انني»خبير» بنوايا الأخ «اوباما»، ويسألون «إيمتى رح يظربوا سوريا»؟.

خرجنا، من « المدينة الرياضية» بعد ان تسلل الظلام رويدا رويدا الى المكان، وفي الطريق، كان ثمة طوابير، من السيارات عند محطات الوقود. وبعد السؤال، قال احدهم» الحكومة بدها ترفع أسعار البنزين»

وهنا وضعت زوجتي يدها على جبهتي وقالت: يبدو انك ساخن، شكلك بديت تهلوس ؟

بقلم: طلعت شناعة.



المراجع

addustour.com

التصانيف

صحافة   طلعت شناعة   جريدة الدستور