قبل عشرين عاما، كان عاشقا.
وحينها ،كنا نجلس ساعات نراود الكلمات عن أسرارها.
كنا نبكي على لقاءات لم تتم.
كان صديقي يوقظه الشوق لحبيبته و يصحو في الرابعة صباحا كي يبوح بما في صدره.
وذات مساء،وكان الجو ماطرا،تسلل في عتمة الشتاء حاملا «باقة ورد» ووضعها على زجاج سيارتها،واختفى متدثرا بدفء قلبه.
حينها كتبتُ عن حالته:
« لك أن تخطف الورد
من عيون المطر
وتغادر الجهات الحالمة إليها
لك ان تهزّ الرياح
بما حملت من حكايا
لك يا صاحبي
ان تشرب دمع المحيط
وتخضلّ لحية النهار
ولنا ان ندفع الحب عن عتباتنا
وللمرأة التي «تُروّض أنفاسك»
وتختبر قدرتك على الصبر
لها أن تزدهي بانتصارها
فقد جعلتك
تحبّها الآن.. أكثر».
الاسبوع الماضي،أحس صديقي عوني الهنداوي،أن روحي»منكسرة»،ولامس حزني قلبه.
فجاءني «متأبّطا مودته»،وذكريات السنين التي جمعتنا.
جلسنا نحتسي ذات القهوة التي شهدت دهشتنا الأُولى.
قال لي:المهم الاّ تجعل الهموم تكسر روحك
تحدثنا عن افتقدانا للدهشة،وعن «ارواحنا التي أصابها الصّدأ.
كانت كلماته توقظ فيّ الحنين لفرح قد يجيء.
فرح تأخر في قطار الزمن،وأنا ما زلتُ أنتظر محطّته التالية.
«رمّمني» عوني،وتركني أستحضر أيامنا الماضية. وأردد ما كنتُ قد كتبتُه قبل سنوات:
«لم نرتوِ من عشقنا
والبحار جفّ ريقها
وداعنا لقاؤنا
صبانا كهولة النعناع
والناس في الشوارع
تغادر انتظارها
وتلتقي في احتراقنا..»
بقلم: طلعت شناعة.
المراجع
addustour.com
التصانيف
صحافة طلعت شناعة جريدة الدستور
|