دبّ عشاق الفريق الكاتلوني»برشلونة» الصّوت،ومنهم من «فَتح مَناحة» أي « مَحْزنَة» ـ لزوم الترجمة للاسبانية ـ،بسبب تعرض الفريق لهزيمتين متتاليتين في الدوري والبطولة الاوروبية.
أتحدث عن» البرشلونيين / الاردنيين والعرب» في المشرق،ولا أدري الوضع لدى إخوتنا في بلاد الأندلس.فمنهم بدأ يطالب بتغيير المدير الفني،وانتشرت «شائعات» عن انتقال نجم الفريق «ميسي» الى جهة أُخرى،بعد ان «انتهت مهمّته» ،بحسب وجهة نظرهم.
العرب عامة والاردنيون خاصة لم يعتادوا على ثقافة» الإعتدال» في كل مناحي الحياة،ومنها كرة القدم والرياضة التي يُفْترض انها «فوز وخسارة» و»تعادل» في أوسط الأحوال.
اعتدنا على ان نكون دائما في المقدمة وللأسف في الامور»الشكلية»و»الإستعراضية»،او كما يقول إخوتنا المصريون،نيجي في الهايفة ونتصدّر.
افتقدنا لغة العصر التي تعني تقبّل الهزيمة بنفس درجة تقبل الفوز. فلا يوجد فريق في العالم يفوز دائما وفي كل المباريات وعلى كل الفرق. شوفوا كم «كل» في الجملة.
نرضى بالفوز حتى لو كان هزيلا او بالواسطة او من «تسلل» او بتواطؤ الحَكَم. المهم ان نُشبع غرورنا ونرجسيتنا التي تضخمت مثل البلّون وع الفاضي.
وهذا الامر لا يتعلق ولا يقتصر على كرة القدم والرياضة بل وفي مختلف جوانب حياتنا من سياسة، الحاكم يريد ان يظل للأبد،رغم اعتلال صحّته ويادوب يعرف يمشي ،والوزير او المسؤول الذي يغادر المنصب يفتح»مَلْطَمة» وبعدها يبدأ في»المعارضة».
والعاشق الذي تتركه حبيبته لسبب او لآخر يشنّ عليها حملة شرسة وينسى اللحظات الجميلة التي كانت بينهما.
والمرأة التي»كانت» صبية،تريد ان تبقى كما هي رغم تجاوزها الخمسين وكذلك الرجل الذي استعان»بالصبغة» للحفاظ على «شبوبيته».
برشلونة فاز في عام واحد بسبع بطولات،محلية وقارية واوروبية وعالمية. والنجم»ميسي» حطّم كل الارقام القياسية وكل يوم يخرجون له برقم ويطالبونه بتحطيمه والا انتهت موهبته.
هل نسي هؤلاء البطولات التي حصل عليها الفريق الكاتالوني وما أكثرها ومازال امامه فرصة للفتك بغريمه» الأبيض» ريال مدريد في نهائي الكأس.
إنها»مشكلة» الذي عوّد الناس على ان يفوز،وهي»مأساة» الذين لا يرضون بغير المقدّمة حتى لو كانت»وهمية» او»مؤخّرة أمامية».
و.. نار شِبّي من ضلوعي حطبكِ
بقلم: طلعت شناعة.
المراجع
addustour.com
التصانيف
صحافة طلعت شناعة جريدة الدستور
|