يطاردني منذ أشهر ذات الكابوس:
مجموعة من الدببة الضخمة تتعقبني من مكان الى مكان. أصحو من نومي فَزِعا،يتصبب عَرَقي فتناولني زوجتي كوب الماء وتقرأ التعاويذ مشفقة تارة على بعْلها وتارة تتمنى معرفة سرّ هذه الكوابيس التي تطاردني بلا هوادة.
آخر مرّة،قرأتُ عن الدببة كانت مذكرات الكاتب الأمريكي آرنست همنجوي «باب همنجوي»،والتي يشير في إحدى صفحاتها الى وجود دُبّ في طريق القرية التي كان يسكن فيها. وكان الأهالي يخشون السير في تلك الطريق اتّقاء لشرور الدبّ الغاضب. حتى علم «همنجوي» بالخبر وكان ملاكما ومصارعا شجاعا،فاتجه صوب المكان الذي يقيم فيه» الدّبّ» المُرْعب،وهناك وقف أمامه بكل كبرياء وخاطبه قائلا:إسمع أيها الوحش،لست الا دبا عاديا،ولم تصل الى مكانة الدب القطبي. انت فقط دب متوحّش،ابتعد من طريقي والا فتكتُ بك وجعلتكَ عِبرة لسائر الدببة.
وما ان سمع الدب ذلك،حتى أدار مؤخرته وفرّ هاربا.
مضت اشهر على قراءتي لتلك القصة،لكن ساعات نومي لم تخل من صورة الدببة الشرسة التي تحاصرني بمجرد ان أستسلم للنوم.
قبلها ،كان الكابوس الدائم الذي يطاردني،فقداني لسيارتي. .رغم»تواضعها» وقِدمها. كنتُ أبحث عنها في نومي فلا أجدها،وأشعر بالمرارة لكوني لم «احفظ مكانها».
وكنتُ وبمجرد استيقاظي،اتجه فورا صوب كراج العمارة لأتأكّد ان ما رأيته كان»كابوسا» ليس الاّ
هذه الأيام،تطاردني الدببة وانا ألهثُ خلف مكان آمن. لا أحد حولي،لا أحد أستجير به. قتامة في كل ناحية وظلام دامس في كل الجهات.
آآآآه..
اريد مزيدا من الماء.
عَرقي يزرب فوق وجهي،يبلّ وسادة نومي.
أين المفرّ..
في الليل تبدو السماء صفيحة سوداء بلا نجوم ولا كواكب. والقمر غادر سماءه وغاب.
اين غاب،لماذا يتركني وحدي رهنا لكوابيسي الموحشة.
هاهو الدبّ يقترب من ذراعي،أشعر أنه يستعد لنهش جسدي.
أصرخ:آآآآه.
لا أحد حولي،لا عائلة تمنحني الدفء ولا «همنجوي» استجير به.
ويلي من كابوس لا يرحم.
أريد شَرْبة ماء
فقط شربة ماء. جوفي ناشف مثل أرض بور.
ماء .. ماء .. ماء.. | | .
بقلم: طلعت شناعة.
المراجع
addustour.com
التصانيف
صحافة طلعت شناعة جريدة الدستور
|