أيام جدّي وجدك،وايام والدي ووالدك،كان الناس حين يأتيهم «عريس» لابنتهم ،يقولون:إحنا ما بهمنا الفلوس،إحنا بنشتري رجّال

وهذه الأيام»العجيبة»،تغيرت القيم والمبادىء ـ الا ما ندر ـ،وبتنا نسمع عن آباء وأُمّهات بل وأعمام وأخوال،يتاجرون ببناتهم. ولكن بطريقة تبدو في ظاهرها،عادية،لكنها تحمل في تفاصيلها ،غايات سيّئة،للأسف الشديد.

صحيح ان الموضوع لا يشكّل»ظاهرة»،لكنه موجود،وبدأ ينمو مثل»أبو ذُنيْبة».

فمثلا،تذهب لطلب فتاة للزواج ومثل كل الناس كي تُكمل نصف دينك،على أمل ان تُكمل النصف الثاني بطريقتك. تجذبك الفتاة وتتزيّن بالكلام وبالمكياج والبركة بالمحطات الفضائية والانترنت.

وتقودك هي الى مناطقها ونفوذها،وتعرّفك بأهلها،وتلقى كل ترحاب منهم. وتصبح تحمل لقب»أبو نسب» بكل جدارة ودون استحقاق.

وكما يقول الانجليز»الشيطان يكُن في التفاصيل». وهو ما يحدث حين تأخذ»جاهة» لتطلب يد الفتاة،فتسمع كلاما،عجيبا. وترى امورا،تضع العقل قي الكفّ،كما يقولون في مسلسل»باب الحارة».

اهل الفتاة يذللون كل العقبات،ويتوقفون عند شرط واحد»المهر المُؤجّل». يطلبون مثلا»عشرة الاف دينار».

يكون ردك:طبعا البنت في عينيّ،بس الراتب والظروف لا تسمح.

واذا ما جاءتك لحظة شجاعة تسأل: اذا كنتم يا عمي بدوكم تشتروا رجّال،ليش بتطلبوا المؤجّل»عشر تالاف دينار»؟

يكون الرد الجاهز:عشان نحمي بنتنا . وبخبث شديد يضيفون:من غدر الزمن. مش منك، لا سمح الله.

تبلع الطُّعُم.

وتوافق مادام المبلغ الكبير ال(10)الاف دينار في ذمّة التاريخ البعيد.

وبعد اسبوع يطلب اهل الفتاة منك ان تستعجل «كتب الكتاب»،كي تأتي وتذهب،براحتك.

(هم يقصدون من اجل سمعتهم).

وتكتب»الكتاب». وهنا يكونوا قد حققوا اهدافهم،وتكون قد وقعت في» الفخّ».

طلبات تعجيزية،مرّة من ابيها ومرّة من شقيقها ومرّة من خالها ومرّة من والدتها ومرّة من اقاربها.

تشعر ـ يا رعاك الله ـ،أنّك مثل سمَكة في شباك الصيادين الماهرين.

تبدأ باكتشاف» الموّال». تحاصرك الطلبات. حتى «تزهق» و»تلعن اليوم اللي تعرفت فيه على الفتاة».

يقولون لك»والله اذا مش عاجبك،اترك وطلّق. بس بتدفع «المؤخّر».

تذهب السّكْرة وتأتي الفكرَة.

وتبدأ تغني» اللي شبكنا يخلّصنا».

حينها ،لا تجد من حولك الاّ ذاتك وشعورك بالندم.

ولا يكون أمامك سوى خيارين احلاهما مُرّ:إمّا ان تدفع وتنفد بجلدك او ما تبقّى منه،او تنتحر.

وهكذا يمكن ان يحصل اهالي الفتاة ومثلها كثيرون،على مبالغ»محترمة» دون تعب .

الم يقولوا في الامثال» الدجاجة التي تبيض ذهبا»، وهكذا.. بعض الاهالي يحوّلون بناتهم الى «دجاجات تبيض دنانير».

انتبهوا،، ايها السادة

بقلم: طلعت شناعة.


المراجع

addustour.com

التصانيف

صحافة   طلعت شناعة   جريدة الدستور