كنت ومازلت متابعا لكتابات الأستاذ/ زهير سالم ومواقفه ، معجبا بقدرته على التفاعل والمتابعة والتعليق على الأحداث ، وبلورة الأفكار ، وصياغة مواقف وطنية ، تنبع من فهم للواقع وعلم بفقهه ، وانتهاج للحوار وقدرة عليه ، وصياغة أفكار مبتكرة راقية في الخطاب ، تعبر عن ثقافة واسعة ، واستعمال لغة سياسية أدبية راقية ، فهو الأديب والسياسي والمفكر المنغمس في عمق الأحداث الوطنية ، المتفاعل معها ، المسخر جهده من أجلها .. ونادرة الشخصيات التي تجمع هذه الصفات وتتفاعل معها ،وتحولها إلى مواقف .
أضيف إلى ذلك وضوح رؤيته المستمدة من ثقافته الشرعية ، والتزامه في غالب الأحيان بالمتفق عليه من الآراء والاجتهادات ، وعدم تخليه عن قناعاته وثوابته ومنطلقاته مادام مؤمنا بها ، وعدم مجاملته أو مسايرته في ذلك مهما كلفه من ثمن ، وعدم تعنته في مواقفه ؛ واعترافه بالخطأ إن كان ثمة خطأ ، ووضع الأمر في نصابه وظروفه ، مما جعل منه شخصية معدودة بين أهل الفكر والسياسة ، ومن الشخصيات التي يعول عليها في إخراج سورية من الأزمة السياسية الداخلية الراهنة التي ينكر الآخر– وهو السلطة الحاكمة - وجودها صلفا ومكابرة وتعنتا .. ومع أن الرجل قلما يتاح له أن يعرض فكره الذي هو من فكر جماعته ورؤيتها ومشروعها الذي أسهم في صياغته ، فإنه لا يفوت فرصة للمشاركة والتفاعل مع الأحداث الداخلية والخارجية التي تواجه الوطن والأمة ، انطلاقا من إيمانه وثقته بصوابية المواقف التي ينتهجها ، ونبلها وترفعها ، وإلا فإنه يلجأ للتعبير عن مواقفه من خلال موقعه الإلكتروني ( مركز الشرق للدراسات الحضارية ..) والمواقع وأماكن النشر المتاحة .
ولكم أشفق في نفسي وأتحسر عليه وعلى أمثاله من الكتاب والمفكرين الجادين عندما أقف على الألحان الشجية التي يعزفونها منفردين على لحن الوطن ، كلما ظهرت بوادر محنة أو تهديد أو اعتداء .. دون أن تجد هذه الألحان صدى لدى من يعنيهم الأمر أو يفترض أنه يعنيهم ؛ إن هذه الشخصية وأمثالها ، كان ليبحث عنها بسراج - كما يقال - في مثل هذه الظروف الحرجة التي يمر بها الوطن سوريا بخاصة ، والأمة عامة ، وتوضع في الموضع الذي يليق بها ، لو كان هناك حرص على البحث عن مخرج للوطن من المأزق الذي هو فيه ، بدل التراجع والتقهقر أمام الأحداث المتتابعة التي تهدد حاضر الوطن ومستقبله 0   
أقول : إن هذه الشخصية وشخصيات أخرى كثيرة ومعروفة يحفل بها الوطن في الداخل والخارج تمتلك المؤهلات العالية ، والروح الوطنية المشهودة ، والجدية والواقعية ، وصفاء الرؤية ، ووضوح الخطة ، والحرص الأكيد على أن تعود سوريا وطنا لكل أبنائها ، في ظل مشروع حضاري جاهز ومتكامل ، وإعادة صياغة للقوانين ، وصبغها بالصبغة الوطنية لا الحزبية ولا غيرها ، وإعادة هيكلة للمؤسسات ، بحيث تنتج مواطنة حقة ، وتتيح الفرصة  ليأخذ كل مواطن مكانته والدور المؤهل للقيام به من أجل نصرة وطنه .. إن هذه الشخصية وأمثالها لحرية بأن يتاح لها المجال ، أن يتاح لها المجال ليس أكثر ، باعتبار ما تعبر عنه من طموح ورغبة لدى سائر أبناء الشعب السوري نحو إعادة اللحمة الوطنية ، وتجاوز الأحداث الماضية ، وما تتمتع به من قدرة وتأثير في توجيه الرأي العام الوجهة الصحيحة ، انطلاقا من داخل خارطة الوطن الجغرافية ، فيكون لصوتها معنى وصدى واعتبار، وتسهم في رفعة الوطن وسموه وتماسكه ومنعته ، وتعمل على صياغة موقف وطني ، يرفع سياج الوطن عاليا فوق الحيط الواطئ الذي يتعرض الوطن من خلاله لتهديد العدو الغاصب وعنجهيته وتأنيبه .. قبل أن يضيع الوطن ، وتحل به الفوضى (الخلاقة)، وتصل الأمور حدا لا ينفع معه (ليت) وتدور الدائرة على الوطن وأهله جميعا - لا قدر الله - فهل يتاح لكل أبناء سوريا الغيارى المخلصين أن ينصروا وطنهم؟!

المراجع

odabasham.net

التصانيف

أدب  مجتمع