ثماني سنوات عجاف تمر بكل حروبها وكروبها ، بعد أن استيقظ العالم على كابوس 11 أيلول بإنهيار برجي التجارة العالمية. ثمانية عجاف قد لا يأتي بعدهن عام يغاث فيه الناس ، أو فيه يعصرون من خيرات الأرض ، إلا من فيض دمائهم الرخيصة. بل نحن مرشحون أن ندخل سنوات عجافا أخرى ، لربما تمتد كما يشتهي الحلم الأمريكي الطويل نحو بقرات هزيلات يأكلن بقر العالم هزيله قبل سمينه ، أو يمتد نحو سنبلات يابسات يسحقن سنابل الناس الخضر اليانعات: فأي كابوس كان ، وأي كابوس سيكون؟،.
لتنويم دجاجة نوماً مغناطيسياً ما عليك إلا أن تمسك بها ، وتبقيها في قبضة بيدك لبرهة ، حتى يهدأ روعها ، ثم تضجعها على الأرض ، وتخط تحت رأسها مباشرة خطاً طويلاً بالطبشورة ، وتومئ لها لتريها هذا الخط ، عندها ستسكن هذه الدجاجة الموهومة ، وتجمد في مكانها حجراً ، وتخمد خمود الميت البارد ، وتلج نوماً عميقاً،.
وسيبقى الإنسان الخائف أسهل تنويماً من دجاجة مرعوبة ، فعندما سقطت بغداد 656 للهجرة ، وجد جندي من التتار مجموعة هاربة من الناس في زقاق فأوقفهم بإشارة واحدة ، ولم يتوقف رعاش خوفهم وارتجافهم ، وأراد قتلهم لكنه كان بلا سيف ، فخطّ لهم دائرة بعصاه ، ثم أمرهم أن يبقوا داخل محيطها ، ريثما يعود بسيف ، فظلت الأجساد الهامدة على حالها مكدسة ، حتى عاد الجندي وطاير الرؤوس المنومة،،.
بوش غير المأسوف على رحيله ، لم يكتفً بتنويم الأمريكان طيلة تلك السنوات ، بل نوّم العالم بخطين اثنين ، هما 11 سبتمبر ، واتخذهما حبلين لملاحقة عدالته المزعومة ، ولتنظيف الكوكب من براثن الظلم ، ولهذا أباح لنفسه سفك دماء شعوب آمنة في بلادها ، بحجة القضاء بؤر الإرهاب وسرطاناته،،.
والأن ، وبعد هذه السنوات المنهوكة بالحروب ، والتي افتتحت قرناً مصبوغا من مطلعه بالدماء والعناء. هل صار العالم أكثر أمناً من ذي قبل؟؟، ، هل صارت أفغانستان أقل دموية ، أم أن العراق عبر بحيرة دمه؟،. وهل غدا العالم أكثر انضباطاً وأقل بلطجة؟،، ، أم أن العالم الذي دخل في نوم مغناطيسي لن يعود لصحوه إلا بعد أن تذبح كرة الأرض من وريدها لوريدها عشرات المرات ، ولن تستيقظ إلا على كابوس آخر. وهذا ما لا نتمناه في عهد أوباما؟،.
المراجع
addustour.com
التصانيف
صحافة رمزي الغزوي جريدة الدستور العلوم الاجتماعية