لا أعتقد أن الألعاب النارية ستغيب عن سمائنا رغم حظر استيرادها. ليس لأن هناك قوى شد عكسي من (متنفذين) يضغطون لإسقاط القرار: لمصالحهم الخاص فحسب ، بل لأن هذه السلعة ستصبح متاحة في السوق السوداء ، وستنشط محاولات تهريبها ، وإدخالها للبلد تحت مسميات غريبة. ولنا المثل في مسدسات الخرز ، التي منع استيرادها ، لضررها الكبير على الأطفال ، ولكنها ما زالت تسيد وتميد: لأنها تدخل البلد بمسمى: اكسسوارت زينة. ففي العيد الفائت تعاملت المستشفيات مع أكثر من مئة وخمسين حالة إصابة في عيون الأطفال منها حالات خطرة.
وأرى أن هناك شيئاً يوازي خطر المسدسات الخرزية ، هو الرداءة المصنعية لألعاب الأطفال التي تدخل البلد. وفترة العيد كانت برهاناً لهذه الملاحظة. فما أن يشتري الطفل لعبته ، حتى تتلف في لحظات ، قاطعة خيط فرحته. وأتذكر ألعابنا التي كنا نشتريها في عيد الفطر ، فتبقى معنا لعيد الأضحى وأبعد لمتانتها ، رغم ما كان يميز خفة أيادينا.
في هذا العيد كان يحزنني ذلك الانكسار في عيون الأطفال ، الذين تتلف مسدساتهم وبنادقهم وألعابهم حال فض غلافها ، أو بعد مداعبتين أو أدنى ، وهو أمر يجعلني أتساءل: من المسؤول عن إدخال مثل هذه (الزبالة) إلى أطفالنا ، واعذروني على هذه الكلمة ، لأني لم أجد غيرها يفي بالغرض. وهل هناك رقابة على جودتها وملاءمتها للطفل ونفسيته؟،. وهل هناك من يشعر مع بكاء طفل غبن بشراء بندقية تلفت مع أول إطلاقة فرح. وكم تمنيت لو أن هناك صناعة متينة وجيدة ، حتى لو كانت بثمن مضاعف: كي لا نضحك على أطفالنا في أعيادهم ومسراتهم.
واحد من التجار المستوردين ، وفي جلسة عابرة جمعتنا ، خرجت منه كلمة عابرة ، أظنها تصف الوضع وصفا دقيقاً ، فقد قال لنا إن التجار الصينيين يقولون عندما يشاهدون بعض التجار الأردنيين في محيطهم ، يقولون: جاء الزبالون. لأنهم يعمدون على لم زبالة الأشياء وتافهها ، ويدخلونها إلى البلد ، بحجة أن كل شيء عند العرب صابون: ملعون أبو الجشع،.
معروف أن الصين أكبر مصدر للسلع في العالم ، وهي السوق الكبرى للولايات المتحدة ، وتتدرج جودة صناعتها ، من الزبالة إلى أعلى المواصفات. لكن لماذا مفروض علينا أن نستورد زبالة الأشياء ، وخاصة المتعلقة بفلذات أكبادنا. فشيء كبير أن نهتم بألعابهم وجودتها ، لأن اللعب يصنع طفولتهم ، لكن المستوردين لا يشعرون بذلك،،.
لا أعلم من المسؤول عن متابعة هذه القضية ، وبالتالي هي صرخة ، أتمنى أن تجد من يسمعها ، ويوقف هذا الاستهتار بفرح أطفالنا،،.
المراجع
addustour.com
التصانيف
صحافة رمزي الغزوي جريدة الدستور العلوم الاجتماعية