يسمونه المرعب المخيف: وهو سعيد ومسرور بهذا اللقب الذي يردده بنفسه ، في كل مقام وندوة أو محاضرة يلقيها: فالدكتور كامل العجلوني أكثر من مرعب ، بل أكثرمن مخيف: لأنه الخبير المدجج بالحقائق والأرقام عن مرض بات يتفشى في مجتمعنا بكل حلاوة ونقاوة وبقلاوة،. ولأن الرائد لا يكذب أهله ، ولا يداهنهم ، ولا يواربهم ، لهذا كان هذا الطبيب الصادق ، وكلما دق الكوز بالجرة يشن هجوماً علينا: لأننا سمحنا للسكري أن يجتاحنا بكل هذه النسب المزلزلة.
أنت مصاب بالسكري ، ما لم يثبت العكس. هذا ما يشي به كلام العجلوني في المحاضرة التي ألقاها في منتدى شومان الثقافي أمس الأول. أنت (حلو) أو مرشح أن تكون (حلوا): إن كان محيط خصرك أكثر (100) سم ، ولهذا همست بأذن زميلي الكاتب أحمد طمليه المجاور لي ، إن كان بحوزته متر ، فقد خفت أن يكون خصري قد شاط نحو المائة: الله يستر.
في المحاضرة الحاشدة بدأ معنا العجلوني موضحاً تعريفات السكري وأنواعه ومضاعفاته ، التي قد تبدأ باعتلال الكلى ولا تنتهي باعتلال الشبكية والعمى ، بل بين لنا تاريخه الموغل في القدم ، حتى أن الفرعون رمسيس الثاني وتحتمس الرابع وجميلة الجميلات الفرعونة نفرتيني كلهم كانوا من الحلوين المبتلين بهذا الداء الذي كان يسمى (عطش النساء): دائماً حاطين الحق عالنسوان. لماذا؟،،.
نسب المصابين في الأردن بالسكري تزيد عن ثلث السكان ، رغم أن كل هذه الحلاوة في دمائنا: لا تظهر علينا من خلال كلامنا وتصرفاتنا وتعاملنا ونظرتنا للأشياء في كثير من الأوقات. وسبب هذا الارتفاع الكبير المرعب يعود لسلوكنا الغذائي غير المدروس. فنحن لا نرحم أنفسنا بالغذاء ، ولا نقاوم المناسف التي يسميها العجلوني أسلحة الدمار الشامل،.
أعتقد أن كلام العجلوني وأرقامه وتحليلاته وتحذيراته غير مسموعة بالشكل المطلوب واللازم ، ولا تؤخذ على محمل الجد ، أو بالأحرى لا يراد لها أن تسمع شعبيا وحكومياً ، رغم معرفتنا الأكيدة بالنتائج وأدناها أن تبعيات هذا المرض تزيد عن المليار دينار سنوياً ، والحل يكمن في تغير سلوكنا الغذائي والحياتي الإجتماعي ، والأهم أن تشيع فينا ثقافة الرياضة ، وأدناها المشي ، والابتعاد عن السمنة والوزن الزائد ، والكف عن التباهي بثقافة (كرش الوجاهة) ، الذي هو أول الشر ، وبداية الدخول في حيز الحلوين: حماكم الله.
المراجع
addustour.com
التصانيف
صحافة رمزي الغزوي جريدة الدستور العلوم الاجتماعية