في كل موسم حج، أو أشهر عمرة، تنتشر في أسواقنا مجموعات من المتسولين بعاهات خلقية، وعاهات مصطنعة، وقد قدموا للمملكة بتأشيرة حج وتخلفوا، أو تأشيرة عمرة وطال بهم المقام!
والأسوأ من ذلك أن عدداً كبيراً من هؤلاء المتسولين يتكرر قدومهم للحج أو العمرة في كل عام حتى أصبحت صور الكثير منهم مألوفة ومعروفة لدى عامة الناس.
ومما يقال عن توافدهم المتكرر كل عام، وفي جميع المواسم من حج، وعمرة، ورمضان، إنما هو لصالح شركات من بني جلدتهم توفر لهم التأشيرات وتذاكر السفر، وحتى العربات التي يستخدمها الكثير منهم خلال تجوالهم للتسول في الأسواق وعند إشارات المرور، وإلى جانب أبواب المساجد، وحتى وعلى امتداد الكورنيش مقابل جعل يتقاضاه المتسول، أما المحصلة اليومية فهي تؤخذ منه حال انتهاء الفترة التي يتسول فيها وتأتي الوانيتات لحملهم والذهاب بهم إلى المقار التي تخصص لهم الشركات إياها، وفي الوقت نفسه تكون وانيتات أخرى قد قامت بنشر مجموعات أخرى حيث يتم العمل في التسول بالتناوب.
ومما استجد في هذا المجال انتشار متسولات عند إشارات المرور من النساء يحملن أطفالا على ظهورهن ومهمتهن ملاحقة الناس في سياراتهم.
كما يقوم بنفس المهمة أطفال لست أدري من أين جاءوا؟ ولكنهم يسيرون بنفس النظام لعموم المتسولات والمتسولين الذي تأتي بهم الشركات التي تسخرهم لهذه المهنة ثم تستوفي الحصيلة منهم آخر النهار أو عند مطلع الشمس للمجموعات التي تباشر التسول ليلا!!
وزارة الحج وبتوجيه الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي ــ كما تقول الصحف فيما نشرته بتاريخ الأحد 13/5/1432هـ و 14/5/1432هـ ــ سددت ضربة قاسية لقادة التسول في مدن المملكة محذرة شركات الحج أو العمرة من استقبال العجزة والأطفال والمعاقين الذين لا تسمح حالاتهم الصحية بأداء مناسك الحج أو القيام بالعمرة، وذلك استناداً إلى ما توصلت إليه اللجنة المشكلة من الجهات المعنية بوضع آلية تساهم في القضاء على ظاهرة التسول بمواسم الحج وباقي الأوقات، ومنها موسم العمرة.
وطالب مدير عام الإدارة العامة لشؤون شركات مؤسسات العمرة المكلف بوزارة الحج الأستاذ عنان ابن محمد حريري بتوعية المعتمرين بعدم ممارسة التسول نهائياً وأن يكون الهدف هو أداء النسك فقط لاغير.
ومن ناحية أخرى فقد نشرت «الرياض» بتاريخ 7/5/1432هـ: «أن وزارة الحج قامت بتوجيه الوزير الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي بتحذير كافة مؤسسات وشركات العمرة الفاعلة من خطورة التضليل على المعتمرين خلال برامج العمرة بإرشادهم إلى مواقع مزارات وهمية والادعاء بأهميتها وتاريخها الإسلامي والاجتماعي في منطقة مكة المكرمة، أو المدينة المنورة وهددت الوزارة بتطبيق أشد العقوبات على مندوبي وموظفي الشركات أو المؤسسات التي تتخذ من هذا الأسلوب هدفاً لها في الترويج لبرامج الزيارة والعمرة لضيوف الرحمن من كافة أنحاء العالم، واتخاذ عقوبات صارمة وفورية تصل لحد شطب واقفال هذه الشركات أو المؤسسات نهائياً».
وإذا كنا نشكر لوزارة الحج موقفها فإننا نطالب سفارات بلادنا بالخارج أن لا تعطي العاملين فيها من أبناء الوطن الذي سيفد منه الحجاج والمعتمرون، حق إعطاء التأشيرات، وأن تجعل ذلك بيد القنصل أو من ينوب عنه من أبناء المملكة لكي نضمن عدم تواطؤ الموظفين المحليين مع الشركات التي تقوم بالحصول على التأشيرات لمن ستسخرهم للتسول أو السرقة، كما أن على الجهات المعنية محلياً مراقبة الأسواق والقبض على كل متسول من الوافدين فهم كثر كالجراد المنتشر!
المراجع
موقع قبلة الدنيا مكة المكرمة
التصانيف
مكة المكرمة