ككل الأردنيين والأردنيات شعرت بالفجيعة المرة في الأسبوع الماضي لحادث استشهاد رجل أمن برصاصة غادرة أثناء تأديته واجبه المقدس بملاحقة مطلوب ليد العادلة في منطقة سحاب ، ولأن بعضاً من الدموع تكون أكبر من مقلة العين ، ولأن من الحزن ما يكون أكبر من أن يظهر بتنديد عابر. فالمصاب كان جللاً نعيشه حتى ولو لم نكتبه.

في برنامج حواري للأمن العام على فضائية أردنية ، قبل يومين ، تساءل المقدم عديل الشرمان بصورة عاتبة عن عدد الكتاب الذين سيتناولون هذا الحادث الأليم مقارنة بعددهم عندما كتبوا عن استشهاد المواطن العناني ، قبل شهرين في مدينة معان إثر مشادة مع رجال الأمن العام.

ولأنني من الذين كتبوا غاضبين ومنددين آنذاك ، بتلك الحادثة الأليمة ، لأنني لا أنحاز إلا للحياة وإرادتها وقدسيتها ، وأرى أنه من الواجب صيانتها والحفاظ عليها ، أجدني غير موافق الأخ الشرمان مقدم البرنامج على عتبه ، فنحن لسنا في خندقين متقابلين ، ولا في فريقين متنافسين ، بل نحن في خندق واحد ، مصابنا وألمنا واحد ، وجرحنا واحد: ولهذا ما من كاتب يحب الحياة والناس والوطن ويؤمن بصيانة أمنه ، إلا ويشعر بالفجيعة والخسارة عندما تمتد يد وتنال من رجل أمن عام ، فهذه من المسلمات والثوابت الراسخة حتى ولو لم نكرر كتابتها كل حين.

فالرصاصة التي أطلقت على الشرطي الباسل خلال مطاردته جاءته من يد مجرمة مدانة ، خارجة على القانون ، ولهذا يكون التنديد شعبياً وإنسانياً قبل أن يكون صحفيا وكتابياً. أم في حالة العناني ، وهي حالة نادرة لا نتمنى تكرارها ، فقد نددنا بها لأن جهاز الأمن العام منوط به حماية حياتنا وأمننا وسلامتنا ، ولأننا نعول عليه الكثير الكثير.

أشاطر الأمن العام مصابهم الكبير ، وأشاطر أهلي ، أهل الشهيد الشرطي حزنهم وفجيعتهم وخسارتهم ، وأفخر في كل آن وأوان أنني من أسرة فردان من أفرادهم ينخرطون في سلك الأمن العام: فحمى الله نشامى الوطن.


المراجع

addustour.com

التصانيف

صحافة   رمزي الغزوي   جريدة الدستور   العلوم الاجتماعية