لقدْ وضعَتْ حوّاءُ، أُمُّكَ، بِكرَها بدارِ الرّزايا، من عَوانٍ ومن بِكرِ
ولمْ يتناوَلْ، دُرّةَ الحقّ، غائصٌ من النّاسِ، إلاّ بالرّويّةِ والفكرِ
صُرُوفُ اللّيالي إنْ سَمَحْنَ، لماجدٍ؛ بذكر جميلٍ، عُدْنَ يَعصِفنَ بالذكر
مَكَرْنَ بكُلّ المُدرَكاتِ جُسومُها وأعراضُها، فليَلْحقِ المَكُر بالمَكر
نهارٌ كذي اللُّبّ العَديمِ، ولَيلَةٌ كإحدى بَناتِ الزّنجِ، يلعبنَ بالدَّكر
فهلْ علمَتْ شَغواءُ، في النِّيقِ، أنّها سَيخلِجُها ريبُ المنونِ من الوَكر؟
فإنْ جهِلتْ ذاكَ المُصابَ، فراحةٌ؛ وإنْ أيقَنَتهُ، فهْيَ في نَبإٍ نُكرِ
دعِ النّسلَ! إنّ النّسلَ عُقباه مِيتةٌ؛ ويُهجَرُ طيبُ الرّاحِ، خوفاً من السكر
على الذّمّ بِتنا مُجمِعينَ، وحالُنا، من الرّعبِ، حالُ المجمعينَ على الشكر
وهل يُصبِحُ السّادي الجديليُّ بازِلاً، إذا لم يَجُزْ، في سنّه، عُصُرَ البَكر؟
أُراعُ، فلا أرْعى، ومثلي مَعاشرٌ تنامُ، فلا تَنمي، وتَكرى، فلا تكري
عنوان القصيدة: لقدْ وضعَتْ حوّاءُ، أُمُّكَ، بِكرَها
بقلم أبو العلاء المعري
المراجع
sh6r.com
التصانيف
شعراء الآداب