لَعمري لقد حالتْ بيَ الحالُ بعدهُ فيا ليتَ شِعري كيف حالتْ به بعدِي
ثَكلتُ سُرُوري كُلُّه إذْ ثَكلتُهُ وأصبحتُ في لذَّاتِ عيشي أَخا زُهدِ
أرَيحانة َ العَينينِ والأنفِ والحشا ألا ليتَ شعري هلْ تغيَّرتَ عن عهدي
سأسقيكَ ماءَ العين ما أسعدتْ به وإن كانت السُّقيا من الدَّمعِ لا تُجدي
أعينيَّجودا لي فقد جُدتُ للثَّرى بأنفس ممَّا تُسأَلانِ من الرِّفدِ
أعينيَّإنْ لا تُسعداني أَلُمْكُما وإن تُسعداني اليوم تَستوجبا حَمدي
عذرتُكما لو تُشغلانِ عن البكا بنومٍوما نومُ الشَّجيِّ أخي الجَهدِ
أقرَّة َ عينيقدْ أطلت بُكاءها وغادرتها أقْذَى من الأعْيُنِ الرُّمدِ
أقرة عينيلو فَدى الحَيُّ ميِّتاً فديتُك بالحوبَاء أوَّلَ من يفدِي
كأني ما استَمْتَعتُ منك بنظرة ولا قُبلة ٍ أحلى مذَاقاً من الشَّهدِ
كأني ما استمتعتُ منك بضمّة ٍ ولا شمَّة ٍ في ملعبٍ لك أو مهدِ
ألامُ لما أُبدي عليك من الأسى وإني لأخفي منه أضعافَ ما أبدي
محمَّدُما شيءٌ تُوهِّم سلوة ً لقلبي إلاَّ زاد قلبي من الوجدِ
أرى أخويكَ الباقِيينِ فإنما يكونان للأحزَانِ أورى من الزَّندِ
إذا لعِبا في ملعب لك لذَّعا فؤادي بمثل النار عن غير ما قَصدِ
فما فيهما لي سَلوة ٌ بلْ حَزَازة ٌ يَهيجانِها دُوني وأَشقى بها وحدي
وأنتَ وإن أُفردْتَ في دار وحْشة ٍ فإني بدار الأنسِ في وحشة الفردِ
أودُّ إذا ما الموتُ أوفدَ مَعشَراً إلى عَسكر الأمواتِ أنِّي من الوفْدِ
ومن كانَ يَستهدي حَبِيباً هَديَّة ً فطيفُ خيالٍ منك في النوم أستهدي
عليك سلامُ الله مني تحيَّة ً ومنْ كل غيثٍ صادقِ البرْقِ والرَّعدِ
عنوان القصيدة: بكاؤكُما يشفي وإن كان لا يجدي2
بقلم ابن الرومي
المراجع
adab.com
التصانيف
شعراء الآداب