في عددها الأخير لشهر محرم 1431هـ تناولت مجلة (الحج والعمرة) بإيجاز مفيد رحلة الأستاذ عبدالله بن عبدالمطلب بوقس وكيل وزارة الحج الأسبق - رحمه الله - متناولة بداية مشواره التعليمي والعملي فمنحت الرجل حقه في زمن غابت الكلمة الصادقة والذكرى العطرة للكثيرين. 
 
وكم كانت أمنيتي أن أرى عدداً من رؤساء مجالس إدارات مؤسسات الطوافة خاصة الذين شاركوا البوقس - رحمه الله - في الاجتماعات واللجان أن يدونوا بأقلامهم بعضاً من كلماتهم التي تتناول مناقب هذا الرجل العصامي. 
 
وللحقيقة نقول إن مجلة (الحج والعمرة) رغم تخصصها وصدورها عن جهة رسمية إلا أنها خرجت بمادة إعلامية جيدة أعادت إلى الأذهان رحلة الأستاذ عبدالله بوقس - رحمه الله - والتي سبق وأن تناولها أيضاً الأستاذ حسين الغريبي أواخر الشهر الماضي. 
 
غير أن ما امتازت به مجلة (الحج والعمرة) كونها استقطبت كاتباً مميزاً مثل الدكتور عاصم حمدان الذي وان تحدث عن بداية دخوله لمبنى وزارة الحج ففي عهد معالي الدكتور محمود بن محمد سفر فانه تحدث بصدق وأمانة القلم عن مواقفـــــه مع الأستاذ البوقس - رحمه الله - بعيداً عن لغة الآن . 
 
وإن كان البعض وهم قلة الذين تحدثوا عن الأستاذ عبدالله بوقس - رحمه الله - كمربٍ وأديب وإداري فإنني أقول بأنه إنسان لا يحمل في قلبه أي نوع من الحقد أو الكراهية لأحد ولا يبحث عن كلمة شكر من هنا أو هناك. 
 
وهذا ما بدا ظاهراً أمامي يوم كتبت مقالا في العزيزة (الندوة) أشرت فيه إلى أن الأستاذ عبدالله بوقس لم يحظ بحقه من التكريم فجاء اتصاله الهاتفي ليشكرني على مقالي ويقول (يكفيني ما حظيت به من ثقة وتقدير واحترام المسؤولين بالدولة وما قدمته ما هو سوى واجب ديني ووطني). 
 
هكذا عاش الأستاذ عبدالله بوقس - رحمه الله - وغادر الدنيا وزينتها محملاً بسمعة طيبة وذكرى خالدة . 
 
وما نأمله من أبنائه أن يسعوا للمحافظة على ما تركه من سيرة عطرة وأن يعملوا على إعادة طباعة نتاجه الأدبي المتبقي بعد الحريق الذي أصاب داره قبل سنوات . 
 
فالأستاذ عبدالله بوقس - رحمه الله - ترك من مداد كلماته ما يعطر الآذان بالسماع ويضيء العين بالنور ويوقظ القلب من السبات. 
 
وأملنا في مؤسسات الطوافة التي كان للراحل دور في بروزها أن تسعى لذكر مناقب هذا الرجل في سجلاتها وألا يطويه النسيان كما طوى غيره من قبل.

المراجع

موقع قبلة الدنيا مكة المكرمة

التصانيف

مكة المكرمة