في بداية تبدو مبكرة قليلا بدأ الحديث عن انتخابات رئاسة الجمهورية العاشرة في إيران  التي ستعقد في العام القادم 2009. هذه الانتخابات التي تنتظرها التيارات السياسة الرئيسة من محافظين تقليديين وإصلاحيين ومحافظين جدد بأهمية بالغة، أملا في أن يكون الرئيس القادم ينتمي الى احدها.
تطوران هامان فتحا الباب للحديث عن الانتخابات الرئاسية الإيرانية القادمة:
الأول متعلق بالهمس الذي خرج من الصالونات السياسية في طهران حول احتمالية ترشح الرئيس السابق محمد خاتمي للانتخابات المقبلة، وعلى الرغم من الموقف غير المعلن من خاتمي عن نيته الترشح لكن يبدو ان بعض دوائر الإصلاحيين تفكر في الاصطفاف خلفه في الانتخابات الرئاسية 2009.
حديث الصالونات ذلك جاء الرد عليه من اكبر الصحف التي تدافع عن مصالح التيار المحافظ التقليدي ألا وهي كيهان. رئيس التحرير المسؤول في كيهان حسين شريعتمداري خرج عن صمته حين اعتبر إن ترشيح الرئيس خاتمي سيرد من مجلس صيانة الدستور إن هو قرر ذلك، فالسلوك السياسي لخاتمي بعد تركه الرئاسة والأخطاء التي ارتكبت في عهده بحسب ما  ورد في كيهان سيجعلان من الصعب ان تؤيد صلاحياته من قبل مجلس صيانة الدستور الذي سينظر في طلبات المترشحين لمنصب رئيس الجمهورية وكذلك انتخابات مجلس الشورى.
الحديث المبكر عن عودة الرئيس السابق خاتمي ليس جديدا، فقد وردت مثل هذه التوقعات في عام 2005، حيث طرح بعض الإصلاحيين إن مسيرة الإصلاح التي بدأها خاتمي ستستكمل من قبل الرئيس السابق نفسه حين يعود في الدورة العاشرة لانتخابات رئاسة الجمهورية، هذا التوقع يأتي أيضا في ظل التفكير السائد بعدم وجود شخصية تتمتع بالكاريزما الشخصية التي يتمتع بها خاتمي داخليا وخارجيا. الأمر الآخر الذي يشار إليه في هذا السياق هو أن هذه الأصوات تعالت في ظل ما تسميه النخبة السياسية الإيرانية  بفشل سياسات الرئيس محمود احمدي نجاد في مواجهة الضغوط السياسية والاقتصادية التي تزايدت على إيران بعد تولي نجاد رئاسة الجمهورية، ويعتقد أن هذه السياسات  غير الناجحة قد ساعدت خصوم إيران في خلق جبهة موحدة ضد إيران.
التطور الثاني متعلق بالجهود التي بدأ رئيس البرلمان السابق ناطق نوري ببذلها في اتجاه خلق جبهة سياسية إيرانية ممن اسماهم بـ"المحافظين الاصلاء والإصلاحيين المعتدلين"، والهدف من تشكيل هذه الجبهة هو الاتفاق على رئيس يقود إيران في المرحلة المقبلة  ويوقف مسيرة الأخطاء المتكررة التي تعاني منها إيران وتنهي سيطرة "تيار متطرف" على مقاليد الأمور في إيران وكذلك تأمين المصالح العليا للنظام وتوفير حالة من الهدوء السياسي في البلاد (إيران). ويبدو أن ناطق نوري قد التقى رئيس مجلس الخبراء ورئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام هاشمي رافسنجاني والرئيس السابق محمد خاتمي ورئيس مجلس الشورى السابق مهدي كروبي وكذلك شخصيات بارزة في التيار المحافظ  من مدرسي الحوزة العلمية في قم وشخصيات أخرى مثل محمد يزدي رئيس السلطة القضائية السابق ومحمد رضا مهدوي كني والذي انتخب مؤخرا عضوا في مجلس خبراء القيادة.
البداية المبكرة للنقاش السياسي حول الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة قد تعكس قلق بعض عناصر النخبة مما آلت إليه الأمور خلال رئاسة الرئيس محمود احمدي نجاد لا سيما فيما يتعلق بادارة الملف الاقتصادي وأزمة الملف النووي الإيراني والذي يبدو انه على مفترق طرق. في هذا السياق يبدو أن هناك استثمارا مبكرا لحالة عدم الرضى لدى بعض القواعد الانتخابية، لكن المؤكد أن المعركة الانتخابية قد بدأت بالفعل وان شهورا من البحث والجدل هي في الطريق قبل أن يختار الإيرانيون رئيسهم السابع.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  تصنيف محجوب الزويري   جريدة الغد