(غولة) مبارك 

 

لست شامتاً بالنهاية التي آل إليها (آل مبارك)، لأنني من المؤمنين بأن يد العدالة لا بد ان تطول، ولو بعد حين، كل من أذنب بحق شعبه، واستغل منصبه، وساد وماد ناسياً مثل هذا الموقف الضيق. وحينما حوكم رئيس العدو الإسرائيلي كاتساف وأدخل السجن، قلنا متندرين: هل هذا سيحدث في ديار العرب يوماً ما. فيأتي حين من الدهر تحاكم الشعوب حاكمها. ثورة اللوتس حققت هذا المنجز العظيم، وفتحت الطريق.

ولست كذلك مع النظرية التي يتداولها بعض الرجال في غمزاتهم على سبيل النكتة. والتي تدعي أن عدد النساء أكبر من عدد الرجال في هذا العالم، فكل امرأة هي امرأة، وكل رجل يسمع لكلام المرأة، فهو امرأة مثلها. ليست مع هذه النظرة التي تفرض فصلاً بين عقل المرأة والرجل. وتلغي التشاور والتحاور بينهما. فمنذ متى كان صواب الرأي حكراً على أحد؟

يرشح في الأنباء، أن الرئيس المخلوع مبارك نادم على عدم مطاوعته لامرأته سوزان، التي طاوعها كثيراً وطويلاً وحقق لها ولابنائها ما يريدون فكان ما كان. الرئيس نادم لأنه سمعها في كل شيء إلا في أمرين: الأول في تنحيه عن الكرسي، بعد نصحتها له بالتماسك حد الموت. والثاني لأنه لم يصدق أنه سيتعرض للعقاب، ولم يطلق ساقيه للريح ويترك شرم الشيخ، ويلتحق بزين العابدين.

ولأن الوقت في السجن لزج ودبق دقيقته بساعة وساعته بيوم، فسيحتاج النزيل إلى حكايات تزيت عجلاته. ولهذا سنذكر الرئيس مبارك بقصة صغيرة من تراثنا الشعبي. عن (الغولة) التي تقمّصت دور عمة رجل يسكن مغارة، كي تأكل أولاده.

الزوجة وبحدسها النسوي الساطع، قررت أن تهرب في محاولة للنجاة بنفسها وأولادها، ونصحت زوجها بالهرب، لكنه أبى واستعصم، وقال أن عمته، ليست غولة، وهي طيبة، وهو سيختبئ عند اللزوم بالكوارة (مكان تخزين القمح).

الزوجة لفت حجراً، وتركته في سرير طفلها لإيهام الغولة بأنها ستذهب لغسيل الثياب في الوادي. وحين هرشها الجوع، ظهرت العمة على غولنتها، فهجمت على طفل السرير، فتكسرت أسنانها، وأخذت تتوعد الرجل الذي فضحته قرقعات بطنه. فأخرجته الغولة بتلذذ، وقالت له: من أين آكلك يا روح عمتك: فقال لها: كليني من لحيَّتي؛ لأني لم أسمع كلام مريَّتي.

 

بقلم رمزي الغزوي


المراجع

addustour.com

التصانيف

صحافة   رمزي الغزوي   جريدة الدستور   العلوم الاجتماعية