كيمياء المديح وعصا الطاعة
إذا استثنينا إطراءات النفاق، وحرير كلماته. وإذا ابتعدنا عن دهاليز المماراة، والضحك على الذقون. وإذا تخطينا مبدأ (بالوجه مراة وبالقفا مذراة)، فليس هناك أجمل على النفس البشرية، من أن تنال رضا الآخرين، وتحوز مديحهم، وليس أسعد أن تعرف أنك مقبولاً بين ناسك، وأن أفعالك تجد قبولاً حسناً لديهم
.
من هذا الباب الصعب، خلصت دراسة أسرية طريفة، إلى أن أهم طريقة قد يستخدمها الأزواج لإصلاح زوجاتهم (إن كانت الحال مايلة)، هي المديح. أي أن يسعى الزوج الذي يمشي الحيط الحيط طالباً الستر، أن يسعى بكل ما أوتي من عسل اللسان إلى كيل المديح لزوجته وأفعالها ونواياها وصورتها وشكلها. فهذا المديح يؤدي إلى بزوغ نوازع التغيير للأحسن في نفس الزوجة، ويقلل عثراتها، ويلغي سلوكياتها غير المرضية، ويجعل الزوجين سمناً على عسل. فهل جربتم السمن بالعسل؟ | .
وعلى جانب آخر، قرأت ضاحكاً أمس، خبراً في صحيفة يومية، عن تأسيس ناد للزوجات المطيعات، يتبنى الدفاع عن ضرورة خضوع الزوجات لأوامر أزواجهن خضوعاً أعمى، ويتقيدن بأوامره ورغباته حسب العرف العسكري، نفذ ثم ناقش. من أجل الحد من معدلات الطلاق المرتفعة، التي تجتاح المجتمع، والتخفيف من ظاهرة العنف التي (تورِّم) وتلوّن أجساد النساء.
نادي الزوجات المطيعات، سيعمل جاهداً على تعليم منتسباته كيف يشعرن أزواجهن بالمزيد من السعادة والهناء. وهنا سنسأل ببساطة: هل تكمن السعادة في الطاعة العمياء المستسلمة؟ | ، وهل نحن في بيت، أم في معسكر تدريب؟ | . وهل سيكون من الضروري على الزوجة الطائعة أن ترتجف خوفاً، وهي تنفذ أوامر (سي السيد)، لترضي غروره الطاؤوسي، وتدغدغ عنجهيته السادية؟ | .
نادي الزوجات المطيعات، سيكون متاحاً حصرياً للنساء الماليزيات فقط. فهناك انبثقت الفكرة وتجلت، وأظنها لن تجتاز البحر، وستغرق في الطريق. وحتى لو أتيح لبعض الزوجات أن ينتسبن لهذا النادي. فسيبقى هناك من الأزواج، من لا يعجبه العجب، ولا صوم رجب. بل ستجده يتحجج ويقول ما قاله مثل قديم على لسان زوج لزوجته الطائعة: لماذا تعجنين العجين، وأنت تهزين يديك؟ | .
هو خيط مزدوج، (على طاقين أو أكثر). هذا الزواج، ومؤسسته. قوي متين، لكنه يغدو بيت عنكبوت، إن لم يجد زوجين يتكاملان تكاملاً حقيقياً، كما ينبغي لارقى علاقة إنسانية أن تكون. ولهذا أعتقد أن لا فيزياء المديح، ولا عصا الطاعة، يصنعان بيتاً سعيداً. بل ثمة كيمياء خاصة تحقق هذا. فكم من البيوت تدرك كيمياء الزواج؟ | .
بقلم رمزي الغزوي
المراجع
addustour.com
التصانيف
صحافة رمزي الغزوي جريدة الدستور العلوم الاجتماعية
|