بتصديق مجلس صيانة الدستور الإيراني على نتائج الانتخابات الرئاسية العاشرة وإرسال ذلك رسميا لوزارة الداخلية يطوى وفق قانون الانتخابات الإيراني ملف الانتخابات.
نهاية ربما تتفاوت المراهنات على حصولها، لكن سلطة الدولة في إيران حسمت القضية لتغلق بذلك جانبا من الملفات المفتوحة داخلياً وخارجياً.
مع أن بدء الرئيس السابع فترته الجديدة قد لا يعني انتهاء الحديث حول الانتخابات، لكن أمراً واقعاً سيكون على العالم التعاطي معه بغض النظر عن تقييماتهم لما حدث. لا يبدو أن الحذر والترقب الذي هو عنوان الموقف لبعض دول العالم والإقليم قابلاً للاستمرار على الأقل بعد أن يقسم الرئيس الإيراني السابع ويبدأ مهامه.
إن الصمت من قبل دول تربطها علاقات مع إيران والذي بدا في عدم إرسال رسائل تهنئة للرئيس السابع سيكون على المحك فيما إذا كان سيستمر أو لا؟ إن رسائل التهنئة وعلى الرغم من أنها تبدو للبعض أمراً بروتوكولياً، لكنها ستعطي مؤشرا هاماً على علاقات إيران الخارجية في المرحلة المقبلة.
صحيح أن بعض التحليلات تركز على أن ما جرى أمراً داخلياً، لكن هذا لا ينطبق على جميع الدول، فالمشهد السياسي الداخلي ينعكس وبقوة على حضور الدول في المشهد الدولي الخارجي.
العملية الانتخابية هي وسيلة طمأنة إلى أن العقد الاجتماعي بين الرأي العام و بين النظام السياسي ما زال قائماً، وأن الثقة ما زالت قائمة، من هنا فإن حصول أي خلل في العملية الانتخابية دائما يلقي بظلاله على شرعية المنتخب سواء كان برلماناً أو رئيساً لجمهورية..الخ.
تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وحديثها بأن الحكومة الإيرانية "تواجه مشكلة في الشرعية" ربما تكون الأوضح لما يمكن أن يكون عنوان مرحلة ما بعد الانتخابات الإيرانية. هذه المرحلة التي يبدو واضحاً أيضاً أنها ستلقي بظلالها على إفضاء أي حوار بين إيران والولايات المتحدة أو المجموعة 5+1.
إن الموقف الذي أعلنه الرئيس اوباما المتضمن تأثير أحداث ما بعد الانتخابات الإيرانية على الحوار كان استباقاً لما يمكن وصفه بالسيناريو الأزمة الذي قد يواجه ذلك الحوار المنتظر، وهو ربما يعكس حالة "التفاؤم" (الخليط بين التفاؤل والتشاؤم) بشأن المرحلة الجديدة في الحوار الأميركي- الإيراني.
جدلية تأثير تفاعلات المشهد السياسي الداخلي في أي بلد – بغض النظر عن حصول مخالفات أو عدم حصول- ستبقى تلقي بظلالها على الكيفية التي سيتعامل فيها الآخر مع ذلك البلد. وسيبقى المعترضون على ذلك مُصرِّين انه شأن داخلي محض، لكن المتغيرات التي تحكم مشهد العلاقات الدولية تبدو مختلفة كثيراً.
وحتى لا يكون التقييم مرتبطا بحالة واحدة، دعونا ننظر إلى نتائج الانتخابات الإسرائيلية، وكيف أنها أضافت عنصر تعقيد لما يسميه أهل السياسة بالتسوية السياسية، اختار الإسرائيليون حكومة لديها كثير من التحفظات على هذه العملية، فهل عادت الانتخابات الإسرائيلية شأناً إسرائيلياً؟
كثير من الدول تواجه بإلحاح كبير ضرورة الإجابة على سؤال التعامل مع إيران ورئيسها السابع، انتظار لا يبدو أن أمامه وقت طويل. وفي ذات الوقت فإن الاحتمالات الموجودة تكاد تكون محدودة كذلك فهل يختار العالم ومعه الولايات المتحدة الاستمرار في خيار الانفتاح على إيران، أم أن خيار "العلاقات الأزمة" هو الذي سيكون عنوان المرحلة المقبلة؟

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  تصنيف محجوب الزويري   جريدة الغد