.
لا أعتقد أن الشعب اليوناني، الذي يستهلك الفرد منه أكثر من 26 لتراً من زيت الزيتون سنوياً قادرٌ على أن يتقشف، أو يشد أحزمته. حتى لو كانت بلدهم على جرف الانهيار، ليس لأن الاتحاد الأوروبي مدهم وسيمدهم بالدعم، بل لأنهم تعودوا البذخ، وحمامات زيت الزيتون، ونوم القيلولة الطويل. أنهم لم يتداركوا أزمتهم منذ جرثومتها الأولى، فدبت الغرغارينا في اقتصادهم.
مولات عمان أعلنت أنها لن ترفع أسعارها في رمضان. وهذه دعاية كبرى، لم يدفعوا ثمنها للصحف. فالمولات تعلم أن خبراً صغيراً مثل هذا، سيفاقم جرأتنا لمزيد من (الشره الإستهلاكي) الذي ينتابنا على عتبات كل شهر فضيل، ما يعني زيادة أرباحهم، أكثر مما لو رفعوا الأسعار. فهم يعلمون أننا نمارس عملية إرخاء أحزمة، وكأننا سنواجه شهراً يفرض علينا عشرة وجبات متخمة يومياً، ويفرض أن نربرب قطط الحاويات.
ما قعد أردنيان اثنان، إلا كانت الشكوى ثالثهما، عن حمى الأسعار ورحمة التجار. ونسى أن الأمر بيدنا، وأننا نستطيع أن نرخص أي شيء مهما كان باهض الثمن، لو أن قلوبنا على بعضنا، ولو امتلكنا قليل الحكمة. وأية حكمة تجعل موظفاً يأخذ قرضاً بنكياً لأجل رمضان؟ |