تصريح ايجابي لرئيس الوزراء نشرته صحف امس حول دراسة رفع رواتب عمال المياومة، وبخاصة في ظل قرار رفع اسعار المشتقات النفطية. فهذه الفئة الكبيرة والمنتشرة في كل الوزارات والمؤسسات، وتقوم بأدوار كبيرة في اعمالها، ومنهم حملة شهادات علمية، هذه الفئة تستحق التعاطف والانصاف اسوة بباقي موظفي الدولة ومتقاعديها.
لكن الفئة التي تستحق الانصاف ايضا هي متقاعدو مؤسسة الضمان الاجتماعي، وبخاصة اصحاب الحدود الدنيا للرواتب. فهؤلاء لم يتم زيادة رواتبهم منذ سنوات، وحتى الزيادات التي قدمتها الحكومات في مراحل زيادة اسعار المشتقات النفطية لم تشملهم. وهذا يعني اختلالا في اجراءات تخفيف الاعباء على الناس، فكل الزيادات المستحقة للموظفين والمتقاعدين لم تصل إلى متقاعدي الضمان رغم ان متقاعدي الضمان فئة متزايدة، وهم في غالبيتهم العظمى من كبار السن الذين لا يمكنهم الحصول على وظيفة اخرى، وثبات رواتبهم يعني إضعافا لقدرتهم الشرائية.
ونتمنى على الحكومة، التي تتحدث عن شبكة امان اجتماعي، ان تمارس دورا في انصاف هذه الفئة؛ فمتقاعدو الضمان جزء من المواطنين الذين يتأثرون برفع الاسعار، وتشملهم التحولات الاقتصادية، بل ان احتياجاتهم الخاصة دون رفع اسعار تفرض اعادة النظر في معادلة رواتبهم التقاعدية، او منحهم علاوات تعينهم على متطلبات الحياة.
من ادوار ادارة المؤسسة ان تحافظ على اموالها وان تستثمرها، وان تضمن استمرار عمل المؤسسة والقيام بواجباتها خلال العقود القادمة، لكن من واجبها ايضا ان ترعى متقاعديها، وان تضمن لهم دخلا كريما، بخاصة وان نسب المنضوين تحت لواء مؤسسة الضمان متزايدة، بل اصبحت هي المظلة الاساسية.
المؤسسة التي تعمل على وضع حد اقصى للتقاعد، وان يُرفع سن التقاعد العادي والمبكر، يفترض بها ايضا ان تتنبه، بل وتمارس دورا نحو متقاعديها، وان تفعل ما تفعله الحكومة على الاقل، لأن عدم القيام بذلك يشكل اغماضا للعيون عن مشكلة لدى هذه الفئات.
ونذكر الحكومة ايضا بفئة من ورثة المتقاعدين المدنيين والعسكريين الذين لم تصلهم ايضا اي زيادة على رواتبهم خلال السنوات الماضية، وهؤلاء في معظمهم ارامل لمتقاعدين ممن هن في سن متقدمة، وربما لا تملك بعض العائلات سوى هذا الدخل المتواضع، ولابد للحكومة، وهي تسعى إلى تخفيف اثار قرار رفع أسعار المشتقات النفطية، من ان تشمل هذه الفئات بزيادة على رواتبها.
نتمنى على الحكومة وهي تبحث زيادة رواتب عمال المياومة ان تضع متقاعدي الضمان وورثة المتقاعدين على اجندة برنامجها للأمان الاجتماعي.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد سميح المعايطة