.
أما آينشتاين، الذي رفض أن يتولى رئاسة إسرائيل؛ لأنها صهونية ومعتدية، آينشتاين صاحب النظرية النسبية، فاقعة الصيت، فكان يتلقى دعوات كثيرة من نوادٍ أو منتديات أو مؤسسات؛ لإلقاء محاضرات حول نظريته، وكان يتعبه هذا التجوال والطواف، وحدث ذات مرة، أن سائقه الخاص، اقترح عليه أن يلقي المحاضرة بدلاً عنه، فهو ولكثرة ما سمعها، حفظها عن ظهر قلب.
وذات مرة دُعي آينشتاين لمحاضرة في بلدة بعيدة، لا يعرف أهلها شكله، فطبق الخطة مع سائقه (البصيم)، أو (الدريخ) على رأي العراقيين، والذي يحفظ المحاضرة (كرجة مي)، فاعتلى المنصة؛ على أنه آينشتاين، فأبحر بسلاسة وثقة في النظرية النسبية، وكأنه مبدعها، وظل مسيطراً على زمام الأمور. وبالطبع كان اينشتاين يجلس بعيداً وكأنه السائق الخاص، وأخذ يستمتع بهذه العملية، التي أراحته قليلاً، حتى جاء سؤال صعب من أحد المشاكسين الحضور.
السؤال أحرج السائق إحراجاً كبيراً، فقد كان قوياًً وغامضاً، لكن السائق وبأسلوبه الطريف، قال للسائل ساخراً: من العجيب أيها الصديق، أن تسأل هذا السؤال الفج السخيف، ولبساطته فلن أجيبك عنه، وسأدع سائقي الخاص، الذي يجلس هناك في نهاية القاعة، وأشار إلى اينشتاين، سأدعه يجيب عن سؤالك العظيم |