الاستفزاز الايجابي كان جزءا من صدى ما كتبته الاسبوع الماضي تحت عنوان "مبادرات نحو الفقراء". وكانت الامنية ان نشهد دورا واسعا وحضورا مميزا من مؤسسات القطاع الخاص، من شركات وبنوك وافراد اثرياء، للتخفيف من فقر الناس ومعاناتهم؛ فواجب كل مقتدر ان يقدم مما يملك لمساعدة الفقراء، وربما تكون فكرة الحملات الموجهة اكثر قدرة على التأثير في تخفيض معاناة الناس.
وجزء من هذا الاستفزاز الايجابي كان لدى اخوة المزار، في حملة البر والاحسان التي يقوم عليها الصندوق الاردني الهاشمي. فهذه الحملة المبادرة التي من واجبنا جميعا ان ننصفها لأنها تعبر عن جزء من فعل الخير من قبل قطاعات وشخصيات اقتصادية، تقدم العون السنوي للفقراء والمناطق الفقيرة.
هذه الحملة بدأت منذ مطلع تسعينات القرن الماضي، وكانت حملة سنوية رمضانية، لكنها منذ سنوات قليلة تحولت الى عمل متواصل خلال كل شهور العام.
وما يستحق الاشارة هو ان ادارة هذه الحملة تتم عبر شراكة كاملة بين الصندوق والقطاع الخاص من مختلف المجالات؛ شراكة في التخطيط والتنفيذ. وهذا تعبير كامل عن مفهوم الشراكة المتوازن الذي يقدم من خلاله القطاع الخاص واجبه او بعضه نحو المناطق والفئات الفقيرة، ليس عبر تقديم المساعدة المباشرة فقط، بل من خلال فكر تنموي يقدم للفقراء القدرة على بناء مصدر دخل دائم عبر العمل او المشروع الانتاجي وليس عبر المساعدة.
وربما تحتاج كل اعمال الخير وحملات البر الى زيادة نسب المشاريع التنموية وايجاد فرص العمل، وان تتراجع فكرة الكرتونة التنموية الا في مجالات محدودة لفئات غير قادرة على العمل، وهذا يعني توفر رؤية للعمل الخيري تمارسها كل الهيئات الرسمية او الشعبية.
ومع تقديرنا للجهد والمساهمة التي يقدمها القطاع الخاص في حملة البر والاحسان، وفي دعم نشاط جمعيات خيرية عديدة، الا انه مازال هناك الكثير مما يمكن ان يقدم من اهل المال الاردنيين، سواء أكانوا شركات ام اشخاصا ام مؤسسات. واذا كانت موازنة حملة البر والاحسان الآن، وبعد حوالي 15 عاما من انطلاقها، تبلغ مليون دينار تقريبا، فإن مزيدا من الحث والشعور بالواجب نحو فقراء الاردن ومناطقه المظلومة تنمويا يمكن ان ينتج تفاعلا اكبر وتأثيرا اكثر وضوحا.
في شهر الخير والبركة والعمل الصالح نتمنى ان تجد كل جهود الخير دعما ومؤزارة من كل صاحب اقتدار مالي، فهي حق في المال من زكاة وصدقة، وواجب وطني وانساني نحو كل محتاج.

المراجع

جريدة الغد

التصانيف

صحافة  جريدة الغد   سميح المعايطة