الأحد, 29 جمادى الأولى 1446هـ الموافق الأحد, 01 كانون الأول 2024
حين كنا نعتلي برج قلعة عجلون، في بعض أيام الصحو، ونمد عيوننا غرباً، كنا نرى القدس قلباً لقلب
قبل قليل عدت من جولة صعدت فيها إلى برج القلعة ممتشقاً لهفتي وحنيني، كان الضباب ينصهر في أشعة الشمس، ويشتت في كل الأرجاء، وكانت بعض الغيوم الصغيرة، تتفلت بيد الريح، اتجهت غرباً، وفتحت عيني على مصراعهما، وحملقت في الأفق، لكني لم أر شيئاً.
كنت أريد أن أعانقها في هذه الظهيرة، حضناً لحضن، أن أشعر بدفئها، وأمسح دمعة علقت في مقلتها. فيأتيني صوت آخر يتماهى مع مئذنة عجلون، ويمتزج معه ببحة باكية، تحبحب الجسد بقشعريرة باردة. هو صوت مؤذن القدس راح ينمو في سمعي. وحين كبَّر كبرت معه. الله أكبر الله أكبر. هل فقدنا كل قوانا؟
كنت تركت دفء الموقد، وشاشة الفضائيات العامرة بالدماء والثورات والخطب، وهربت بعيداً كمواطن مذبوح من نجد إلى تطوان، ومن الماء إلى الماء، يريد أن يأخذ نفساً ويسأل: هل ما زالت تلمع القدس بوضوح في عيوننا؟
لا نريد خطابات وإدانات، ولا شجباً واستنكارا، بل فعلا حقيقيا، ووقفة صادقة، فالعدو الإسرائيلي المحتل يعتزم هدم جسر باب المغاربة، ليس يهدف للسيطرة على مداخل الأقصى، بل إني أستشعر أنه يبيت أمرا خطيرا، قد يتمخض عنه هدم الأقصى، في غمرة انشغالاتنا.
لا نريد غزلا وقصائد وأشجانا وأحلام يقظة، نريد وقفة عز. فهل نقفها؟
سلام عليك يا صلاح الدين. هل تهمز فينا براكين النزق؟
بقلم رمزي الغزوي