كانت تلك إحدى رسائل المرشح الخاسر في الانتخابات الرئاسية الإيرانية مير حسين موسوي للنخبة المتنفذة في إيران بمناسبة حلول رأس السنة الإيرانية الجديدة (النوروز). في مخاطبته لتلك النخبة وللإيرانيين يبدو أن المرشح لم يرفع العلم ولم يستسلم رغم كل الضغوط التي يعتقد أنها لم تتوقف، واستعملت الوسائل القانونية وغير القانونية لإضعاف الحراك الاجتماعي الذي شكله بعد الانتخابات والذي يعرف اليوم بالحركة الخضراء.
بعد عام من عودته إلى مسرح الأحداث في إيران يبدو رئيس الوزراء الإيراني الأسبق أكثر تحدياً للمضي في ما يسميه بالدفاع عن حقوق الإيرانيين التي سلبت منهم في الانتخابات الرئاسية الماضية في حزيران 2009. المهم ربما هو أن ما حصل في الانتخابات قد أسس بالنسبة إلى موسوي وأتباعه إلى ولادة جديدة للحركة الإصلاحية في إيران، حركة يتم تعريفها تدريجياً من وخلال وصفها بأنها حركة اعتراض اجتماعي وليست سياسية، وبهذا فهي لا تعمل على المعارضة والانتقاد فقط، بل تهدف إلى تعريف المواطن بكيفية الدفاع عن حقوقه والحصول عليها عبر الطرق القانونية.
موسوي ومعه المرشح الخاسر مهدي كروبي لا يتوقفان عن إطلاق تصريحات حول مستوى الاستبداد الذي يسيطر على المشهد السياسي في إيران، كما لم يتوقفا عن مقارنة بعض ما يجري في ظل الجمهورية الإسلامية بما كان يجري في العهد الملكي الذي أنهته الثورة في إيران. مقارنة لن تسر كثيرين من أركان القدرة في إيران، ولكن في نهاية المطاف هذه الكلمات خرجت ويتم تداولها.
هذا كله يعني أن مستوى الهدوء الذي يعيشه الشارع الإيراني وفق موسوي لا يعني أن الأمور انتهت، وان المطالبة بتلك الحقوق للشعب قد انتهت. مثل هذا الكلام لن يفرح الكثيرين داخل النخبة السياسية وخاصة التي ترى انه باستخدام عصا القوة ضد الحركة الخضراء فقد أخمد صوتها، وهو أمر يبدو جلياً أن لموسوي وجهة نظر مغايرة تماماً.
خلال الشهرين الأولين من العام 2010 بدت الحركة الخضراء وحولها بقايا تيار القوى الإصلاحية يدفعون ببراءتهم مما يثار حول أنهم يدافعون عن أجندة خارجية، وبأنهم أذرعة لدول معادية للثورة والنظام السياسي في إيران، وهو دفاع أخذ اتجاهين: الأول برد التهمة على من يطلقونها من خلال الحديث عن احتمال وجود نوع من الحوار مع واشنطن في سبيل الحصول على صفقة في ما يتعلق بمقترح تبادل اليورانيوم المخصب، والثاني من خلال التركيز على البعد المحلي لما يقومون به والتحذير من الاستغلال الخارجي لما يسمونه بأخطاء حكومة الرئيس احمدي نجاد. من هنا كان عرضهم حول إطلاق المعتقلين ووقف منع انتشار الصحف المقربة للحركة الخضراء، مطالبات يبدو أن موسوي ومقربين منه يعتبرون تحقيقها ممكنا وقد يدفع إلى شيء من الانفراج، وهو أمر لا يبدو انه سيتحقق وفق المتابع لما يجري في إيران، لذلك نجد موسوي يذكر أن الأمور لم تنته وان العام الإيراني المقبل سيكون بالنسبة للحركة الخضراء عام الاستقامة والثبات على المواقف التي يرى أنها شرعية وتنسجم مع الدستور الإيراني. رسالة موسوي ومن قبله كروبي تعطي مؤشراً على أن العام الجديد لن يكون ربيعا في السياسة، وأن مطالباتهم لم تنته بعد.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة تصنيف محجوب الزويري جريدة الغد