اسمه و لقبه : هو السيد / محمد مكي محمد المرزوقي بن حسين بن محمد مكي بن محمد صالح بن محمد الحنفي بن عبدالرحمن الحنفي بن علي الحنفي بن محمد بن علي الحنفي بن محمد بن عبدالرحيم بن عبدالودود بن محمد أبي المواهب بن هبة الله المحدث بن علم الدين بن علي النفيس بن غنيم بن إسماعيل بن شمس الدين بن محمد الراجح بن محمد الكبير بن محمد العمراني بن داوود بن سليمان بن خالد بن أحمد بن إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر بن عبدالله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط .
أسرته : أسرة عريقة ينتهي نسبها الطاهر إلى سيد المرسلين صلوات الله و سلامه عليه . فهو ينتسب لعائلة فضل أكثر أفرادها كانوا علماء محققين كالسيد/محمد صالح كتبي , و السيد محمد حسين كتبي , أمين الفتوى, و لا ننسى شيخنا السيد محمد أمين كتبي قطب عصره وعالم مكة و معلمها , وأخوه السيد حسني كتبي , كما جاء في ترجمة السيد عبدالله الزواوي مفتي الشافعية .
فأسرة السيد محمد مكي الكتبي رحمه الله عريقة في المجد و الشف و قد ذكر صاحب " مختصر النور و الزهر " أعلام من العائلة الكريمة ممن لهم قدم راسخة في العلوم الشرعية بل أن والد السيد محمد مكي الكتبي كان من زملاء الشيخ يحيى أمان و الشيخ حسين عبدالغني و الشيخ أحمد هرساني من الذين تخرجوا على يد الشيخ محمد بن عبدالرحمن المرزوقي المتوفي سنة 1365هـ و الذي تخرج بدوه على يد جده لامه السيد محمد بن صالح كتبي .
الولادة : كانت و لادته بمكة المكرمة بحي القشاشية , و أذكر أن بيت المرزوقي الكتبي كان معلما من معالم مكة و معبراً للطالع إلى جبل أبي قبيس حيث أني نشأت في تلك الحارة و كنت من سكان ذلك الحي المشرف على صحن الكعبة المشرفة . و كان قد بزغ فجر ولادته في 12/11/1329هـ .
نشأته و تعليمه : نشأ السيد محمد مكي المرزوقي الكتبي رحمه الله نشأة علمية في بيت والده و كانت بداية رضاعته لبن العلم في كتاب الشيخ عبدالله في باب الزيادة , فبدأ بحفظ القران الكريم و بمبادىء العلوم و في عام 1335هـ أدخله والده مدرسة الفلاح لينهل من المعين الصافي , و كان من زملائه السيد محمد أمين كتبي و الشيخ خليل طيبه العالم بالمسجد الحرام و السيد علوي عباس مالكي . وفي نفس العام دخل المدرسة الشيخ محمد نور سيف كما جاء في ترجمته .
وتخرج رحمه الله من المدرسة عام 1342هـ متهيئا للحياة العملية في الميادين العلمية مستصحباً النصائح الدينية و الأخلاق الكريمة الفاضلة . وقد أشبعه والده حنكة المعاملة وسياسة المعاينة التي أكتسبها العملية و الوظيفية و الإدارية و قد ظهرت على السيد محمد مكي الكتبي هذه الصفة في معاملاته كلها .
وظائفه : كانت بدايته العملية مع بداية تأسيس أول كتابة للعدل بمكة المكرمة , حيث رافق مؤسسها و بانيها و واضع نظمها الشيخ عرابي بن محمد صالح سجيني , الذي كان مدرسة يجمع بين العلم و العمل و تطبيق النظريات بدون ملل . إنفرد في نظم الصكوك و سبك القرار وهذا وحده لاشك عَلَم فريد و المتمكن فيه علم نضيد لأنه يعتمد على حصر العبارة من حُسن التقرير .
فمحالفته للشيخ عرابي سجيني و ملازمته له رحمهما الله جعلت من السيد محمد مكي الكتبي ينتقل من المدارسة إلى الممارسة .
وفي الواقع هذا الفن إندرس و إندثر حتى أن مادته لم تدرس في المدرسة الصولتية حرسها الله بل كنا نتعرض إليه قليلاً كمادة تثقيفية .
وظل رحمه الله في هذه الوظيفة أربع و ثلاثون عاماً , يستضاء برايه و يعمل بإرشاده وكذا السند تاليه رحمه الله مهام تمثيل القضاء في مجلس الشورى و في ديوان المظالم . كما كان ممثلاً لحيه في المجلس البلدي وذلك لكفاءته و نشاطه فأدهش من حوله بشعلة ذكائه و توقد ذهنه وفهمه للأنظمة و إصلاحه لبعض مناهجها .
ولكل بداية نهاية , فقد أحيل السيد محمد رحمه الله إلى التقاعد بعد عطاء دام أكثر من أربعين عاماً أفناها في خدمة الخاص و العام في البلد الحرام يحمل معه السيرة المستقيمة و السمعة الحسنة و الخبرة الطويلة من تجارب و معلومات و معارف تحفها أخلاق كريمة .
المعرفة العلمية : كان السيد محمد مكي المرزوقي الكتبي رحمه الله فقيهاً يحفظ غريب المسائل و يجيب في كل المسائل لا سيما المناسك .
أما في مادة الفرائض فكان فيها محققاً مدققاً رواية و دراية يحفظ مسائلها و يحل مشاكلها يداوي عللها و يعالجها , يجمع الحصص و الأسهم من هنا و هناك ويضع لها أنجح شباك و يبين أصحاب الفرائض و العصبات من الذكور و الإناث و البنين و البنات و الحرمان و يرصفها رصف بيان يشار إليها بالبنان .
السيد محمد مكي المرزوقي و الطوافة : كان رحمه الله يعمل في موسم الحج مطوفا لحجيج بيت الله الحرام و هذه المهنة ورثها عن أهله و أصبحت محل اهتمامه و موضع عنايته لذا نجده يمارسها بنفسه و يحث عليها أبنائه حتى ذاع صيته و على صوته و كثر الوافدون باسمه من جهات مختلفة و كان يتقن اللغة الأردية و يتحدث بها مع الطائفة الهندية .
وفاته : طواه الموت رحمه الله وشيع جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير بمقابر المعلا بشعبة النور بمكة المكرمة شرفها الله في يوم الأحد الموافق 29 من رمضان المبارك من عام 1416هـ بعد أن صلي عليه بالمسجد الحرام عقب صلاة العصر .
تغمده الله برحمته عن عمر يناهز السبعة و الثمانين عاماً قضاها كلها في البلد الحرام .
خلف السيد محمد مكي المرزوقي الكتبي خمسة من الذكور هم هاشم و رمزي و مهدي و سامي و بديع و ثلاث من الإناث هم زين و عواطف و مهدية من زوجتين مباركتين .
المراجع
makkawi.com
التصانيف
مكة المكرمة أعلام الطوافة التاريخ