بنات التوجيهي
المفرقعات والألعاب النارية، التي سفحت وأطلقت بعنفوان على جبهة التوجيهي الأخيرة، ما زال طنينها يسكن صيوان أذني ويشوشني، وخيراً فعلت وزارة التربية والتعليم، أن أطلقت النتائج ليلاً، كي نتمتع ببعض اشكالها وتشكيلاتها، لأن هذه الكمية من المفرقعات، كانت وبكل تأكيد ستطلق نهاراً، لجلب صوتها فقط. فنحن ظاهرة صوتية بامتياز.
ويسكنني رجاء حار لوزارة الداخلية، أن تعيد السماح بإستيراد الألعاب النارية والمفرقعات والمتاجرة بها علناً، بعد أن ثبت أن الكميات التي كانت تدخل البلاد، قبل المنع كانت أقل بكثير، مما بتنا نشاهد ونسمع.
أبارك للناجحين وذويهم، ولكني أتعثر بسؤال بات يتداوله الكثيرون: لماذا أخذت أفراحنا تجنح إلى الرعونة والطيش، والإعتداء على حرية الآخرين، وخرق القوانين والأنظمة، التي هي في نظر البعض أوهن من بيت العنكبوت؟
.
فبعد المفرقعات وجبهاتها المتعددة وأصواتها المزلزلة كأنك تظن أن حربا وقعت ، ظهرت تقليعة زفة السيارات بأجسادها المندلقة من الشبابيك. أهكذا الفرح عندنا؟ | ، أخشى أننا وصلنا مرحلة البطر وتجاوزناها.
اللافت أكثر في هذه المعمعية، أن تصدر وتفوق البنات في مراكز متقدمة في غالبية نتائج فروع التوجيهي، لم يعد أمراً لافتاً، بعدما تكرس وأصبح واقعاً عادياً على مدار السنوات الثمانية الماضية أو أكثر.
قد يكون التركيب النفسي للذكر، في هذه السن تحديداً، والحرص والانتظام الدراسي، والاهتمام المركّز لدى البنات هو ما يفضي لهذه النتيجة الكاسحة، ولكننا ما زلنا ننتظر دراسات معمقة تحلل هذه النتائج وتوضحها، وتشرح الخلل في نتائج الذكور.
أشكر الأهل، وأخص الأمهات اللواتي هن السبب الحقيقي لكل نجاح لنا، بنيناً وبنات، فلا أنسى معاناة أمي في تلك السنة التوجيعية (التوجيهي)، وكيف كانت تسهر لسهري، وتضجر لضجري، وتتعب لتعبي إذا ما (عصلجت) في يدي مسألة رياضيات بنت كلب، أو غصصت بسؤال فيزياء مجنون ابن مجنون. وأعرف أمهات كن يجلسن ولا ينزلن أنظارهن عن المدرسة التي يقدم فيها الأبناء امتحاناتهم، والدمعة عالقة في حرف في العين، والدعاء يرجرج الشفتين: فشكراً أيتها الأمهات الرائعات.
وأختم بسؤال: هل تفوّق البنات، اللواتي هن أغلبية في جامعاتنا، سينعكس على وجودهن الثري في سوق العمل مستقبلاً؟ | . ولأن الجواب معروف سلفاً، أستهجن أن المرأة لدينا لا تشارك بأكثر من ربع القوى العاملة، رغم عددهن المؤهل وتفوقهن. فأين تضمحل هذه القدرات وكيف لا نستفيد منها. ولماذا لم تدخل في دولاب التنمية والنماء؟ |
بقلم رمزي الغزوي
المراجع
addustour.com
التصانيف
صحافة رمزي الغزوي جريدة الدستور العلوم الاجتماعية
|