طمر العهود/ نور الدين يشو
أنِيبِي أيّتُها الأرض
صَلِّي على ثراكِ ثمّ تَجَهّدِي
سَعِّرِي براكين الحِقَبِ البَائِدَة
تَمَخّضِي وَجَعَ حدودٍ بلا حصار
وارْتَجِّي لتَهُدِّي السّقْفَ على المَسْقُوف
لتَتَفَصّدَ مَاهِيَة الرؤى
من بَحْلَقَاتِ الصمت
و تَنْشَقّ من قلب الأرض الرّؤُومِ
نبتةُ أصْلٍ يَعْتَلِيهَا غُبَارُ التّكْوين،
فعينُ الحَسْرَة ِعلى المَبْكَى فَاضَتْ أذْمُعُهَا
وعلى المَتَاهَاتِ تتكسرالمرايا
تنتفضُ الرعشةُ بالرعشةِ على خوفِها
يَسْتَفِيقُ من الجَفْوَةِ طَمْرُ العُهود
و يَنْبَثِقُ من أسْرِ الروح
بَلَجُ العِتْقِ من الهُمُودِ و الشّرُود.
فالعالمُ مَشْطُور الروح
تَسُوقُه الوِجْهَةُ للمنفى
قِيَمُ الغَدْرِغَدَتْ
ريحَ حَشْرٍ قبلَ الآوَان
دموع الرّحمة
نَضُبَتْ بالقسوةِ لِحَاضُهَا
و السّائِسُونَ يَسُوقُونَ السِّرْبَ
لفكرِ الكَمِينْ
و السِّرْبُ جَانِحٌ مَبْثُور الشّعَاع
عيناهُ تَبْرُقْ وقلبه ضَلِيل
فيا سماء آمسحي عن سَرَابِ الحَرِّ
عطشَ التراب للدفن
و آدفُنِي المُحَال بينَ الجُرْحِ و النّدم
أشْرِقِي بِنَوَايَا الشمسِ حَرْقا
و أذِيبِي عصورَ الجليدِ و الحَجَر
لنغرقَ بين بِدَائِيَةِ الرّوح
و تَحَضّرِهَا الجَبَان.
فالأمس جَزِعٌ من خُطَانَا
مُتَقَفٍّ زَلاّتَ المَسِير
و نحنُ نُوَاكِبُ الشّرُودَ والهَوَان
نَسْتَجِيرُ بِحُمَاةِ البَاطِل
و نُعْلِنُ أنّنَا أقْطَابُ الحِيَاد
بينما السّعَارُ يَنْهَشُ لحمَ وحْدَتِنَا
و الدَمُ من يَطْلِي كَفْنَ شهاداتِنا
صَارَ بلا حُمْرَةٍ و كَسَاهُ الإمْتِقَاع.
13-22/5/2004
المراجع
odabasham.net
التصانيف
تصنيف :شعر