عندما كانت الضباع تهاجم حظائر القرى، وتخطف الأغنام والبهم (صغار الضأن والماعز)، كانت النخوة والفزعة الزلزالية تدبان في دم الرجال، فبعد أصوات الاستغاثة المجروحة والنداء المحموم، كان الرجال يقسمون يميناً غليظة، أن ينالوا من هذه الوحوش اللعينة، وسيأتون بها مجرورة؛ لصنع النعال من جلدها الثخين.
وهكذا، وبعد أن يعدوا عدتهم، يهبون كالريح يطاردون الضبع في المغاور والجبال، مشمرين عن عنفوانهم النزق؛ فيقصّون أثرها على صفحات الدروب، ويتبعونها في طريق هروبها، حتى ولو وصلوا وجارها.
لكن كان يصدفُ أحياناً، أن يتلبّسهم لباس الفزع قبل أن يواجهوا تلك الضباع، لكنهم ومن باب التجمل يوارون الرهبة ويخبئونها، لكن آثار الأقدام تقودهم وتضعهم وجهاً لوجه مع الضباع اللائذة بفريستها، وراء صخرة، أو خلف شجرة مشتبكة |