المناوشات المصرية الليبية أو حرب الأيام الأربعة، عبارة عن مناوشات حدودية قصيرة الأمد بين مصر وليبيا في تموز 1977. حيث تزايدت التوترات بين البلدين في أبريل ومايو من نفس العام. حيث هاجم متظاهرون الممثليات الدبلوماسية الليبية الحدود المصرية. وفي حزيران 1977 أمر العقيد القذافي نحو 225000 مصري يعملون في ليبيا بمغادرة البلاد وذلك بحلول الأول من آذار وإلاَ واجهوا الاعتقال. في 21 تموز 1977 بدأت معارك بأسلحة نارية بين القوات المتواجدة على الحدود بين البلدين، قام بعدها بهجمات برية وجوية على الجانبين. وتم التوافق على وقف لإطلاق النار بين الجانبين في 24 تموز نظمت من قبل الرئيس الجزائري الرّاحل هواري بومدين.

المقدمات التاريخية والسياق

كانت شرارة المناوشات "مسيرة نحو القاهرة" قوامها آلاف المتظاهرين الليبيين تجاه الحدود المصرية يوم 20 حزيران 1977، وذلك بإيعاز من حكومتهم التي لم يرق لها التقارب الدبلوماسي بين مصر وإسرائيل الذي بدت بوادره في ذلك الوقت، فكانت دعوى نظام الليبي السابق معمر القذافي إلى مسيرة لإسقاط الحدود التي يراها معيقة لنهضة الشعوب العربية واتحادها، وذلك بتحفيز وحدة شعبية عروبية بين البلدين على نهج جمال عبد الناصر الذي رأى القذافي أن الرئيس المصري أنور السادات قد فارقه، ظانا أن الشعب المصري سيستجيب بدوره بسبب ما رآه تذمرا شعبيا من عزم السادات على التصالح مع إسرائيل.

مجرى المناوشات

عندما أوقف حرس الحدود المصريين مسيرة المتظاهرين بشكل سلمي أطلقت وحدات مدفعية ليبية قذائفها على مدينة السلوم الحدودية المصرية. في اليوم نفسه ردت القوات الجوية المصرية بمهاجمة قواعد عسكرية في شرق ليبيا بأسراب من طائرات سوخوي إس يو - 20 وميج 21 فدمرت طائرات ليبية. يوم 22 تموز قصفت طائرات سوخوى إس يو - 20 وميج 21 مصرية قواعد جوية ليبية جنوب طبرق، ولاحقًا في ذلك اليوم قصفت طائرات المصرية مواقع عسكرية ليبية في واحة الكُفرة، وطبقا لنفس المصدر العسكري فلم يُنزل مظليون مصريون خلف الحدود الليبية. يوم 23 تموز هاجمت الطائرات المصرية قاعدة العـدم الجوية جنوب طبرق، واستدعيت جميع المقاتلات الليبية من كافة أنحاء ليبيا إلى طبرق مما أدى إلى معارك جوية عنيفة بين الطائرات المصرية والطائرات الليبية.

النهاية والتداعيات

أثمرت وساطة الجزائر والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية عن وقف إطلاق النار يوم 24 تموز 1977، ثم وقف القتال يوم 25 تموز 1977. ورغم توقف القتال بين الدولتين إلا أن الخلاف بينهما ظل، ثم خفف تبادل الأسرى الذي جرى في آب 1977 من تأزم الموقف بين مصر و ليبيا. كانت مواقف الدول العربية منقسمة ما بين الدول المحافظة المؤيدة لمصر في الدفاع عما رأته تجاوزا لسيادتها، والدول ذات النزعة القومية التقدمية التي أيدت موقف ليبيا ولم تتعاطف مع تحركات مصر نحو إسرائيل، وهو ما تبلور لاحقا في إعلان أغلب الدول العربية مقاطعة مصر، وتجميد عضويها في جامعة الدول العربية بعد زيارة السادات لإسرائيل وتوقيع اتفاقية كامب ديفد للسلام بينهما. بعد مقتل السادات عام 1981 وتولي حسني مبارك تشكيل مكتب علاقات ليبي مصري برئاسة أحمد قذاف الدم القذافي لكي يكون منسقاً للعلاقات بين ليبيا ومصر.


المراجع

areq.net

التصانيف

نزاعات في 1977  حروب مصر  تاريخ ليبيا  حروب جرت في أفريقيا وضمت أفارقة  نزاعات عربية   التاريخ