الطرق المتبعة لتحفيظ القرآن الكريم وتعليمه
الشيخ فائز عبد القادر شيخ الزور
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين .أما بعد
فهذه بعض الطرق المتبعة لتحفيظ القرآن الكريم وتعليمه :
مقدمة :
يجب توجيه الطالب الذي يود حفظ القرآن الكريم ، وتعريفه بالقواعد العامة والضوابط الأساسية لحفظ القرآن الكريم ، وأهمها :
1. الإخلاص في تعلمه وتعليمه : " وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " ( إنما الأعمال بالنيات ) .بالإضافة إلى إيجاد الدافع الإيماني والرغبة الأكيدة في حفظ القرآن الكريم
2. الحفظ في الصغر كالنقش في الحجر .
3. اختيار مكان الحفظ ووقت الحفظ .
4. القراءة المجودة والحفظ المرتل " ورتل القرآن ترتيلا " ، واعتبار تصحيح القراءة مقدما على الحفظ .
5. الاقتصار على طبعة واحدة من المصحف ، ويفضل المصحف الذي تنتهي الآية في آخر الصفحة ، وتركيز النظر أثناء الحفظ على الآيات لتنطبع على صفحات الذهن .
6. عملية الربط بين الآيات تؤدي إلى الحفظ المتماسك ، والفهم الشامل سبيل الحفظ المتكامل ، وعملية التكرار تحمي الحفظ الجديد من التفلت والفرار .
7. الحفظ اليومي المنظم خير من الحفظ المتقطع والحفظ البطيء الهادئ أفضل من السريع المندفع والتركيز على المتشابهات يدفع الالتباس في الحفظ .
8. حسن الارتباط بالشيخ المعلم أو الأستاذ
9. اقتران الحفظ والقراءة بالعمل ، ولزوم ترك المعاصي ولزوم الطاعات .
10. ضرورة المراجعة المستمرة لتثبيت المحفوظ .
11. الالتجاء إلى الله بالدعاء وطلب العون منه عامل مهم في حفظ القرآن الكريم .
بعض طرق تدريس القرآن الكريم في الحلقات:
أولا: الطريقة الجماعية :
وهذا يستوجب أن يكون الطلاب في مستوى واحد ، فيقوم المدرس بتحديد مقدار معين لجميع طلاب الحـلقة ، يقوم المدرس بتلاوته على الطلاب أولا تلاوة نموذجية مجودة مرتلة ، ثم يختار الطلاب المميزين ليعيد كل منهم على حدة تلاوة ذلك القدر ، ثم يقوم بقية الطلاب منفردين بتلاوة ذلك القدر ، ليتم تسميعه من قبلهم للمدرس فيما بعد .. وهذه الطريقة يمكن تطبيقها في المدارس النظامية ، والمعاهد العلمية والقرآنية ، والدورات التأهيلية ، والمراكز القرآنية المغلقة . كما تطبق على الطلاب المبتدئين والذين لا يعرفون القراءة في المصحف
ولهذه الطريقة إيجابيات وسلبيات :
فمن إيجابياتها:
• الارتفاع بمستوى الأداء والمحافظة على أحكام التجويد ، نظرا لإنصات الطلاب عند قراءة المدرس ، وكذا عند قراءة الطلاب المميزين .
• تقليل نسبة اللحن بنوعيه ( الجلي والخفي ) وسهولة حفظ الآيات ، نظرا لكثرة التكرار الذي يسمعه الطالب من قبل المدرس والطلاب .
• شحذ همم بطيئي الحفظ ، ودفعهم إلى مسايرة زملائهم .
• سهولة استخدام وسائل الإيضاح لتوضيح الأحكام والتنبيه على الأخطاء .
• قدرة المدرس على متابعة الطلاب في الأداء والحفظ والسلوك بصورة جيدة .
• إمكانية بيان معاني الكلمات الغامضة ، وتفسير بعض الآيات ، وتوجيه الطلاب إلى التطبيق العملي لها .
أما السلبيات فمنها :
• عدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب ، مما يؤدي إلى كبت همم الطلاب المتميزين وعدم انطلاقهم في الحفظ .
• عدم إمكانية قبول طلاب جدد بعد بدء الدراسة في الحلقة نظرا لعدم قدرة المدرس على التعامل مع أكثر من مجموعة في آن واحد .
• الحاجة إلى إمكانات بشرية ومادية أكثر : مثل تعدد المدرسين والموجهين والأمكنة لاستيعاب الأفواج المتلاحقة من الطلاب فوجا بعد فوج .
• تتأثر الحلقة بغياب الطالب فربما يؤخر الحلقة أو ينتقل إلى حفظ الجزء الذي وصل إليه الطلاب مع عدم حفظه للجزء السابق ، فتتراكم عليه الأجزاء ، فربما يصاب بالإحباط أو يترك الدراسة لعدم قدرته على مسايرة زملائه .
ثانيا: الطريقة الفردية:
وهي أن يقوم المدرس بفتح المجال أمام طلبته ، للتنافس والانطلاق في التلاوة ، والحفظ كل حسب إمكاناته التي وهبه تعالى إياها ، وحسبما تيسر له من بذل وقت وجهد لتحقيق ذلك تحت إشراف المدرس ومتابعته .وهذه الطريقة تكون في الحلقات ذات المستويات المتعددة .وتكون للطلاب الذين تقدموا في الحفظ والذين يجيدون القراءة في المصحف الشريف .
ولهذه الطريقة سلبياتها وإيجابياتها :
فمن الإيجابيات :
• مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب وإفساح المجال أمام الطلاب ذوي القدرات الجيدة للتقدم في الحفظ .
• تحريك الدوافع الذاتية للطالب وبث روح التنافس بين الطلاب مما يحثهم على مواصلة الحفظ وزيادة كميته .
• إمكانية الاستفادة من الطلاب البارزين في التدريس لزملائهم ذوي المستويات الضعيفة في الحلقة ، وذلك بعد أدائهم ما هو مطلوب منهم .
• إمكانية استقبال الطلاب الجدد متى جاؤوا دون أن يؤثر ذلك على سير الحلقة وانتظامها .
• الاقتصاد في عدد المدرسين ، وتوفير أماكن الدرس .
أما السلبيات لهذه الطريقة :
• استمرار بعض المقصرين في سورهم التي مضى عليها مدة طويلة .
• إرهاق المدرس بحيث لا يستطيع استيعاب جميع الطلاب
• ضعف مستوى الأداء عند الطلاب ، وكثرة الأخطاء الجلية والخفية .
• ضعف متابعة المدرس للطلاب .
• إحباط الهمم عند كثير من الطلاب الذين لا يستطيعون اللحاق بزملائهم
• عدم معرفة كثير من الطلاب لإمكاناتهم مما يجعلهم يلزمون أنفسهم بحفظ أكثر أو أقل مما يستطيعون حفظه بإتقان .
ثالثا :القراءة الترديدية :
وهي القراءة التي يردد فيها الطلبة خلف من يقرأ الآيات التي يسمعونها منه بصوت واضح .وهي تطبق على الطلاب الذين لا يجيدون القراءة في المصحف ، أو الطلاب المبتدئين ، أو بقية الطلاب في الطريقة الجماعية في بعض الأحيان .
ولها إيجابياتها وسلبياتها أيضا :
فمن الإيجابيات :
• تخليص ألسنة الطلاب من عيوب النطق كحبسة اللسان ، والتأتأة ، والفأفأة ، ونحو ذلك .
• تعريف الطلاب بالمصطلحات والعلامات الموجودة في المصحف ، كعلامات الوقف والمد والأحزاب والسجدات ..
• تعود نطق الكلمات التي يجدون فيها صعوبة
• تمكين من لا يعرف القراءة والكتابة من حفظ ما تيسر من القرآن الكريم .
• تدريب الطلاب على كيفية الوقف على الحرف المنون أو المتحرك أو المثقل أو المرسوم بالتاء أو الهاء ، وذلك عند الوقوف عليها وتدريبهم على كيفية الابتداء بعد الوقف .
• تدريب الطلاب على القراءة الصحيحة
• تعريف الطلاب بأحكام التجويد الأساسية وكيفية تطبيقها عند مرور أكثرها عند القراءة .
ومن السلبيات :
• رفع أصوات الطلاب مما يؤثر على بقية الحلقات إن وجدت .
• اختفاء أصوات بعض الطلاب الضعاف خلف أصوات زملائهم ، فلا يرددون معهم .
• عدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب
رابعا : الطريقة الجماعية الترديدية :
يمكن الجمع بين الطريقة الجماعية والترديدية عند الطلاب المبتدئين والذين لا يعرفون القراءة في المصحف أو حتى المتقدمين في بعض الأحوال باتباع الطريقة التالية :
• يقوم المدرس بجذب انتباه الطلاب بذكر مقدمة عن السورة أو الآيات بقصة ، أو حديث ، أو ذكر المعاني المجملة ، أو ذكر أجر التلاوة عامة ، وتلك السورة أو الآيات خاصة بحيث يلفت انتباههم ، ويثير رغبتهم في الاهتمام بالآيات وترتيلها وحفظها .
• يقرأ المعلم الآيات قراءة نموذجية مراعيا فيها الأحكام والوقوف والابتداء ، بلهجة مؤثرة صادقة .
• يبدأ المدرس والطلاب خلفه بترديد الآيات ، مع مراعاة قصر المقاطع ، بحيث يراعي نفس الطلاب ، مع اختيار أماكن مناسبة للوقف والابتداء .
• يطلب المدرس من بعض الطلاب المبرزين إعادة قراءة الآيات بنفس الطريقة التي بدأ فيها المدرس
• يسمع المدرس لعدد آخر من الطلاب ليتبين له مدى استيعابهم وتمكنهم .
• يترك للطلاب فرصة للحفظ الفردي خلال الحصة
• يستمع المدرس إلى الطلاب الذين حفظوا الآيات أو السورة خلال ما بقي من الحصة .
• الاستماع إلى بقية الطلاب في بداية الحصة الثانية .
ملاحظة:
يمكن النظر في إيجابيات كل من القراءة الجماعية والترديدة ، والاستفادة منها ، ومن سلبيات كل منهما لمحاولة تجاوزها ، والتغلب عليها . والله من وراء القصد .
المراجع
saaid.org
التصانيف
فنون أدب أدب إسلامي الدّيانات