لا تَقتُلنِي .. فَأنَا أُحَارِبُ كَيْ أَنْتَصِرْ ،
قَالَ الجُنْدِيُ ذُو البِزّةِ الرَمَادِيّةِ اللَونْ ، المّلَطِخَةِ بِدَمٍ لَمْ يَحْمّرَ بَعدْ ،
وَأَزَاحَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَمَاءْ ، فَلَمْ يَجِدْ فِي السَمَاءِ فَضَاءَاً كَافِياً لِبَحْرِهْ..
ثُمَّ نَظَرَ إِلى الأَرْض ، فلم يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُتَسَعَاً لِقَبْرِهْ..
نَظَرَ فِي عَيْنَيّ عَدُوِهِ .. فَرَآى قَاتِلَ عَدُوِهِ المُفْتَرَضْ ،
تَنّهّدَ وَكَأنّه يَعْتَرِفً بِالخَسَارَة...
وَقَالْ بِحَرَارَةٍ : عَلَيْكَ بِقَاتِلِكَ أنْ تَقْتُلَهْ..أنْتَ سَيِدُ هّذِهِ الأَرْضْ..
سَيِدُ النِهَايَةِ..وَأنَا قَاتِلُكَ المَقْتُولُ بِسَطوةِ القَدَرِ..
وَمَا مَضَى مِنَ التَارِيخْ...
لا فَرْقَ فِي النِهايّةِ وَفِي المَوْتى...لا فَرْقَ فِي مَعْرَكَةِ الإِسْتِعَارَاتْ،
يَقْتُلُ العَدوُ عَدُوّهُ فَيَسْتَرِيحْ...
ثّمَّ غَابَ عَنْ مَعْرَكَتِهِ الأَخِيرَةِ، مُضْطَرَاً،
حِينَمَا دَاهَمَتْ أحْشَاءَهُ رَصَاصَةٌ مِنْ نَوْعٍ مُتَفَجِرْ..نَثَرَتْهُ ذَرَاتٍ لِلْرِيحْ...
المراجع
الموسوعة الالكترونية العربية
التصانيف
فنون أدب أدب عربي شعر