لن تستطيع حملات التوعية وعرض صور امراض السرطان والرئة ان تقنع جيوش المدخنين بالاقلاع عن هذا الداء الذي اصبح مرضا عالميا، واخذنا نحن الاردنيين حصتنا الكاملة من هذه السموم وتداعياتها من امراض واموال.
وفي الارقام ان معدلات التدخين بين الاردنيين من الذكور بلغت 46% وبين الاناث 8% من البالغين، وتشير الارقام ان معدلات التدخين بين الشباب تبلغ 33% للذكور و12% من الاناث، ويقول د. بسام حجاوي ان معدلات انتشار التدخين للفئة العمرية من "13-15" عاما حوالي 33% للذكور و"14.8%" للاناث بمعدل 21% في عام 2003 وهذه الفئات في معظمها من مدخني "الفرط" اي الشراء بالسيجارة من الدكانة والاكشاك.
اما وزير الصحة د. سعيد دروزة فقال في تصريحات صحافية ان خسائر الاردن جراء التدخين تزيد على مليار و(500) مليون دينار سنويا، لكن الخطير هو الارقام الاخيرة عن انتشار التدخين بنسبة 21% بين الاولاد والبنات من (13-15) عاما، يضاف اليها ظاهرة الارجيلة التي اصبحت جزءا من "Style" الفتيات والشباب في المقاهي والمطاعم، وحتى داخل البيوت؛ فقد انتشرت ظاهرة الارجيلة لأن البعض يفهمها كجزء من الوجاهة والتحضير او ميزة من ميزات المجتمع الارستقراطي.
في السعودية مثلا يقول تقرير، بثته قناة العربية مؤخرا، ان الاشقاء السعوديين يدخنون سنويا (15) مليار سيجارة تبلغ قيمتها (14) مليار ريال اي حوالي (3) مليارات دينار اردني، هذا دون حساب تكاليف الارجيلة. والمشكلة ان المواطن يمكن ان يمارس كل انواع التقشف على نفسه وعائلته نتيجة ارتفاع الاسعار، اما السيجارة فهي ثابت من ثوابت المصروف تماما مثل نفقات الدفاع والامن في الدول.
ووفق محاضرة للدكتورة كوكب الشيشاني فإنّ عدد المدخنين في العالم مليار ومائة مليون مدخن، منهم (800) مليون يعيشون في الدول النامية، و(300) مليون يعيشون في الدول المتقدمة، اي اننا نحن الدول والشعوب النامية اي الفقيرة لدينا حوالي (3)اضعاف مدخني الدول المتقدمة. وتقول د. الشيشاني "ان زراعة التبغ في الاردن تتم في 1% من اجود الاراضي الزراعية ويعمل في قطاع زراعة التبغ حوالي (1500) مزارع، كما يوجد لدينا (6) شركات محلية تصنع التبغ".
اذن نحن في الاردن مدخنون شرهون ينفق الفقراء مثل الاغنياء بكرم وسخاء على التدخين، ولتأمين حصصهم من السموم، ومع أن أحدهم يبخل على ابنه بحذاء لضيق اليد، لكنه لا يبخل على جسده بحصة من المرض والقتل البطيء. وكما قلت ما زالت حملات التوعية والارشادات والاعلانات الصحية عاجزة عن مقاومة التدخين، وربما نحتاج الى منظومة قيم اخلاقية تردعنا عن شراء السموم ونشرها في اجسادنا.
المراجع
جريدة الغد
التصانيف
صحافة جريدة الغد سميح المعايطة