كانت مكة المكرمة و المدينة المنورة عامرتين بالقراء الجامعين لكل القراءات. وتخصص في هذا الميدان من علماء القراءات و شيوخ هذا الفن الكثير و يأتي في الدرجة الأولى من هذه الطبقة رجال كرام و أئمة أعلام هم امتداد لمن سبقهم من الصحابة و التابعين و تابعيهم .
 
ومن هؤلاء المكيين ساداتنا ابن قتادة و عطاء بن رباح و طاووس و مجاهد و عكرمة و ابن أبي مليكة رضي الله عنهم و عنا معهم . وفي العصرالحالي برز في مكة المكرمة السيد أحمد بن حامد الريدي التيجي المصري ثم المكي الحسيني المتوفى عام 1368 هـ ، والشيخ محمد حسن بن محمد السعيد البكري السناري السوداني ثم المكـي المتوفى عام 1369 هـ , و الشيخ أحمد بن حسن زهر الليالي , والشيخ الإمام عبدالله بن إبراهيم حمدوه السناري المتوفى عام 1350 هـ , و السيد محمد هاشم بن محمد مجاهد ـ أخو الشيخ أحمد زهر الليالي من الرضاع ـ المتوفى بتربة , والشيخ سليمان بن فرج الغزاوي الخطاط المشهور المتوفى عام 1359 هـ , والعلامة الشيخ محمد محفوظ بن عبدالله الترمسي الجاوي ثم المكي المتوفى عام 1338 هـ دفين حوطة السادة آل شطا بمقبرة المعلاة بمكة المكرمة , و الشيخ أحمد بن سالم حمام المتوفى عام 1360 هـ , و الشيخ أحمد بن عبدالله الدمشقي الشامي الشهير بالمخللاتي المتوفى عام 1302 هـ , و غيرهم رحمهم الله أجمعين .
 
وكانت مكة المكرمة تشتهر بمجالس  التي كانت تنعقد في بيوت العلماء , يحضرها الناس ويجتمعون فيها للقراءة والاستماع لكتاب الله ثم ينصرفون مسرورين ، من غير تكلف بصنع طعام ، مقتصرين على القهوة والتمر والشاي الأخضر والقهوة الحلوة ـ قهوة ستي خديجة رضي الله عنها ، الحليب باللوز ـ أو السحلب مع الحلوى المكية ، وقد يقدمون فيها الطعام بحسب المناسبات ومن تلك المجالس : مجلس ناطق العصر السيد محمد بن أمين كتبي الحسني وكان له جماعة مواظبون عليه وجماعة ممن يترددون وينتقلون بين المجالس ، وكان المجلس في بيته الملاصق للمسجد الحرام بباب الباسطية ، ثم انتقل إلى داره ببئر بليلة بأجياد . ويحضر المجالس معظم القراء بمكة المكرمة وتمتلئ بالمستمعين والمحبين ولا تخلو من حصول مذاكرة علمية بالمناقشة في معنى الآيات حينما يسأل سائل مستشكلاً , وكان يحضرها من القراء الشيخ محمد نور أبو الخير مرداد والشيخ رضا قاري والشيخ عبدالصمد فدا والشيخ محمد البنداري والشيخ زيني باويان والشيخ محمد الكحيلي والشيخ عباس مقادمي والشيخ محمد زكي داغستاني والشيخ عبدالكريم فلمبان والشيخ محمد عبيد والشيخ جعفر جميل مريكي والشيخ عمر الأربعين والشيخ محمد باحيدرة و الشيخ أحمد غندورة والشيخ جميل آشي والشيخ مسدد قاروت و الشيخ سراج قاروت .
 
وإذا جاء ضيوف من خارج البلاد في موسم الحج وغيره وخصوصاً من القراء المصريين والسوريين والمغاربة والإندونيسيين فإنهم لا ينقطعون عن المجالس مدة إقامتهم , مثل الشيخ عبدالرؤوف مرعي من مصر وكان قارئاً عالماً بالقراءات ومدرساً بمدرسة تحفيظ  وزميله الشيخ محمد محمد العتر وهو أيضاً عالم بالقراءات , ومن الشام الشيخ محمد نجيب خياطة والشيخ عمر خياطة ومن إندونيسيا الكياهي أذرعي والكياهي شهودي ، فكانت المجالس بهذا صورة مصغرة للمسابقات العالمية . ويتميز القراء الإندونيسيون بالبراعة في تقليد القراءة فيقلدون القراءة الحجازية والمصرية ، وكان القراء يعتنون في مجالسهم بالقراءة بالروايات المختلفة .
 
ومن المجالس مجلس السيد علوي بن عباس مالكي قبل صلاة الجمعة ، ومجلس السيد حسن بن سعيد يماني بعد العصر في يوم الجمعة ، ومجلس الشيخ حسن بن محمد المشاط في منزله بباب الباسطية وهناك مجالس متعددة لقراءة القرآن عامة في منازل العلماء مثل منزل الســادة آل البــار وآل فدعق وآل الحبشي و آل العيدروس و آل المحضار ومنازل الوجهاء ومنها بيت الوزان وبيت الكعكي وبيت جمال حريري وبيت باشيخ وبيت اسماعيل وبيت سرور الصبان وبـيت بن لادن وبيــت الآشي وبيت البغدادي و بيت الشيخ محمد سفر وبيت بوقس وهو في صباح كل جمعة وكان المتصدر فيه الشيخ عمر باجنيد ويحضره جمع كبير من الناس وخصوصاً من القراء الجاويين , ومنها مجلس في بيت الشيخ عباس قطان وكان المواظب على القراءة فيه الشيخ محمد عبيد و يحضره القراء وخصوصا من المصريين .
 
وكان في المسجد الحرام حلقات خاصة ب والتجويد يتصدر فيها الحفاظ من القراء المجودين لتحفيظ  وتعليم التجويد ومن أولئك الشيخ جميل دقنة والشيخ حسن دردوم
 
و حلقات خاصة لسماع القرآن يحضرها عامة الناس ومنها حلقة الشيخ أحمد حجازي الفقيه رئيس القراء ، وقد كانت له حلقة للقرآن قبل المغرب خلف المقام الحنبلي وحلقة للشيخ محمد عبيد قبل المغرب أيضاً في حصوة باب المحكمة ومثلها للشيخ السيد حسن الدباغ في نفس المكان بعد صلاة الفجر فضلا

المراجع

makkawi.com

التصانيف

مكة المكرمة  التعليم و الرياضة   العلوم الاجتماعية