حقا ياقلم لم تكن عابثا أو مهمشا عندما أيقنت أن لدورك قيمة ولفلسفتك رسالة لم تسجنها عفاريت كل القرون السابقة والقادمة مهما تغيرت الاقنعة ذات صباح ومساء لأنه يوجد من يملك صرف كل العفاريت في الوقت المناسب ؟!
وهنا تأكدت من قدرتي علي التعبير الدءوب بلا كسل في مسارات توصف بأنها معتدلة وليست متطرفة المعاني والشعارات لحاجتي الملحة إلي فهم نفسي والعالم بجفرافيته التي مازلت رهن الأكتشاف كما مازلت دائم البحث عن شعار يضمن خروج العفاريت من قمقم الأوهام والتخاريف التي سوقوا لها كثيرا في طابور لاينتهي أيضا بفضل تلك الشعارات المريضة والتي تآلقت في تجسيد دورها يوما ما أشهر مجرماتان عرفهم العالم في بداية القرن العشريني المنصرف وهما ( ريا وسكينة )
والتي شغلت الرأي العام في مصرموطنهما الأصلي ويالها من كارثة عفريتية عكست كثير من الأوضاع الأجتماعية السائدة في تلك المرحلة والتي تدل علي ضعف العقل العربي لدي كثيرون من البشر !
لذا كان لي موعد مع عفريتهما مرة ثانية وانا اشاهد فصول هذا المسلسل الدرامي والذي يعرض علي أحدي الفضائيات الحالية ويحمل تساؤل ملح في عقلي كان ومازال هل كانت رياوسكينة رمز الجهل بهذه المقدرة الفائقة هما وأعوانهم حسب الله .. عرابي .. عبدالعال الخ قادرين علي نسج هذه الحيل لقتل ضحايا هم في أغلبهم من ذوي الخبرة المتمرسة في فهم البشر ؟؟؟
مهما كان ذكاء ريا وسكينة والتي لا يسكن لها غير عفريت نزعت مخالبه عنوة لكي يصبح فرجة عصر وعصور ؟؟
والأدهي من ذلك سذاجة الأمن في كشف الجريمة في حينها رغم وجود منزل ريا وسكينة بجوار قسم اللبان في الأسكندرية تساؤلات تطرح نفسها علي عقلي في غياب كل العفاريت التي هاجرت عاصمتي إلي عواصم أخري لكي تؤدي نفس الدور بلغة مشعوذ يجد كل المتعة في كتابة الحرف الاول من اللاحكمة !
وتذكرت منذ عقد تقريبا انني قابلت رجل يدعي أنه تزوج من جنية وانجب منها الذكور والبنات ومعروف بان له كثير من الكرمات التي تفوق كثير من الاولياء الصالحين وأخفيت عنه مهنتي وحدثته عن رغبتي في الشفاء من مس أصابني ورحب الرجل ذو الطلعة الشيطانية نحيف الجسدوالذي نيف علي السبعين يحضر لي الجنية هذه المرة وليس العفريت لكي أشفي من المس وتماديت معه في اللعبة بعدما دفعت له عربون من المال وعند شفائي وعدته بمبلغ كبير جدا وزبائن يطمعون في الشفاء وصدقني الرجل وبدا معي كورس علاجي يعتمد علي رش الملح بعدما يقيس الغرفة التي يجري فيها طقوسه بالشبر عبر أنحاء متفرقة من الغرفة ويتمتم ببعض العبارات والأدعية غير المفهومة علي أي نحو !
ومضي الكورس اليومي لمدة ساعة تقريبا وهو يواصل همته من أجل شفائي من العفريت قليل الأدب والذي هاجم جسدي الرشيق دون موعد والعلاقة بيني وبينه تكتب فاصل آخر من فصول الرواية وهو يطمني علي شفائي قريبا وبالفعل أكدت له شفائي بعد عدة اسابيع تمثيل في تمثيل  وفيها لقطت الخيط منه وهو يحدثني عن حلمه بكتابة قصته مع الجنية وأبديت ترحيبا وأعجابي له بتلك الفكرة لأنه سيكشف كثير من الحقائق التي لايعلمها غير المحظوظين من أمثاله !
ووعدته بأنني سوف اساعده في ذلك بأختيار عنوان هذا الكتاب وفصوله بحكم كوني دارس للغة العربية وليس بصفتي ككاتب وصحفي  لأنه لايعرف عني غير أنني مريض وشفيت علي يدة المعجونة بكثير من الألغاز والبركة  ؟
وجاءني بالكتاب بعدما ذكر قصة زواجه بالجنية وأنجابه منها وبدأت القراءة بتمعن ووجدت فيها خيال مريض لكنه من النوع الذي ينسجم مع كثير من بؤساء العقل العربي ّ
وتمتمت ببعض العبارات بس المفهومة جدا وقلت له علي سبيل المجاملة جميل ياشيخنا فكان هذا الرجل يلقب بالشيخ فعلا وكان يعمل قبل أحترافه الدجل مدرسا ألزاميا بأحدي المدارس الخاصة التي تحولت في عهد الثورة إلي حكومية وأختارت له عناوين كل فصل وعنوان الكتاب بشكل فيه سخرية وتهكم بين لكنه كان حاذقا في فهم الامور أن شعوبنا لاتفكر وعندما تقرا تنسي وهكذا !!
لذا كان يعنيه في المقام الأول حرفية العنوان ومدي جذبه للقارئ والمثير والغريب حقا  أن دور نشر كبري تعاقدت معه بنشر الكتاب مقابل مبلغ كبير جدا في تلك الآوانة وطبع الكتاب وحقق كثير من الأرقام المالية المذهلة والتي لم يحققها كتاب لصاحب نوبل نجيب محفوظ !
وصدقت نبوءة المدرس المحتال أننا شعب لايفكر ولايدرك كثير من فلسفة السوء وغير السوء ّ
لذا تذكرت هذا الرجل ومر بشريط ذاكرتي وأنا أشاهد مسلسل  ريا وسكينة وهي تقتل ضحاياها بكل يسر ورجال الشرطة حائرون من يكون المجرم ؟
فما بين القرن العشرين وبداية القرن الواحد عشرين كثير من التشابهه فمازال بينا أكثر من ريا وسكينة ومازال أكثر من دجال ومليون دجال !
لذا شعرت بالسخط علي عفاريت زماننا وترحمت علي عفاريت الماضي ربما كانوا ارحم من عفاريتنا بمراحل كثيرة لكن يبقي التساؤل هل عدمنا الفكر واصبح العقل العربي لايري غير خيال يسافر معه أينما حل عفريت وغير عفريت أننا نحتاج إلي استعادة عقل ليصبح رقميا في هذه اللعبة التي كشفتها سموات الرقمنة عبر آليات جديدة تؤكد علي أهمية حرية التعلم والتعليم بلاحدود بل السفر بلا تأشيرة سفر وتكاليف مرهقة جدا لتتغير الصورة قريبا ويكتب العقل الرقمي محاكمة ريا وسكينة مرة ثانية ويأمر بأعدام كتاب حكايتي مع الجنية لمشعوذ يدرك شعوذته وكثيرون لايدركون غير بركات الشيخ وكل عام وأنتم طيبون مع عفريت آخر .

المراجع

pulpit.alwatanvoice.com

التصانيف

أدب  مجتمع