كفاءات تحفل بها وزارة التنمية الاجتماعية ، يعتبر احدهم ارشيفاً للفقر في المملكة ، وهم موظفون متميزون ، ويمتلكون خبرات واسعة في هذا المجال تؤهل البعض لقيادة دفة الوزارة ، ويمكن لإنجاح أعمال هذه الوزارة أن تناط بأبنائها الذين لهم تجربة طويلة في عمل صناديق المعونة الوطنية ، وهم لا تنقصهم الدرجات العلمية ، ويعتبرون اقرب وجدانياً إلى الفقراء لعملهم في الميدان ، وتتبعهم حالات العوز منذ سنوات طويلة ، ولديهم المعرفة الكافية بمناطق الأردن ، وبؤر الفقر فيه ، وبإمكانهم اجتراح الحلول والمبادرات الواقعية إذا أتيحت لهم الفرص نظراً لإطلالتهم اليومية على أحوال الفقراء في المملكة ، وهذا ما يجعلهم اقدر على تفهم احتياجاتهم ، وإمكانية تطوير معيشتهم.
موظفون متميزون من داخل الوزارة يميلون إلى البساطة وعدم التوسع في البروتوكول سيعطون أكثر من غيرهم وقد امتلكوا الخبرات أثناء فترات عملهم الطويلة فيها ، والذين لا تجعلهم الكراسي في عزلة شعورية عن الميدان.
وهذه النوعية العملية من الموظفين هي التي تصلح لتطوير وزارة التنمية الاجتماعية ، ومن حقهم أن يعطوا الصلاحيات كي يكونوا متناغمين مع قدراتهم في هذا المجال ، وان لا يظلوا حبيسي تصورات وزراء يهبط معظمهم على الوزارة بلا خلفية تذكر في مجال الفقر ، ويمضون السنة او السنتين لمجرد التعرف على الأوضاع ، ومحاولة التكيف مع طبيعة العمل الإنساني الذي انتهجته الدولة الأردنية ، ويخرجون على الأغلب دون إلمام بهذه المهمة ومتطلبات تطويرها ، وتكون قراراتهم غير سليمة ، وربما معطلة في أحيان كثيرة.
إلا أن الموظف الذي يمارس العمل المباشر في صناديق المعونة الوطنية تتكون لديه إبداعات منعكسة عن معايشته اليومية للفقراء ، ويمكن إذا أصبح في موقع القرار أن يتم التغيير المطلوب لمصلحة البلد.
ذلك أن الأردن من حقه أن يحصد ثمار عمل وزارة التنمية الاجتماعية طوال هذه السنين بتقليص رقعة الفقر فيه ، وبانتقال الفقراء إلى مستوى أفضل ، وليس مقبولاً ان يظل الفقر يتوسع ، ويضم فئات جديدة مع مرور السنين ، والحكومات ، وهذا ما يدعو الى دخول الوزارة على خط التنمية ، وان تصبح من أدوات تطوير الواقع الأردني ، وحتى لا يظل الفقير مجرد متلقي معونة من الصناديق إلى أمد غير محدود ، وإنما يمكن إدراج هذه الفئات المحرومة على بند خطط التنمية ، لتصبح مساهمة في العطاء ، ولينتقل الفقراء إلى حياة جديدة أكثر إنسانية ، يتجنبون فيها العيش على المساعدات ، ويصبحون من أصحاب المشاريع المنتجة التي تتكفل بالصرف على مطالبهم ، ومطالب أبنائهم الحياتية.
فمن غير المجدي انتظار جديد يذكر سيؤدي إلى نقلة في حياة الفقراء من قبل الذين تحجبهم ظروف معيشتهم السابقة عن المتكسرين على أبواب الحياة من أبناء شعبهم.
وصار من المهم انتقاء وزراء التنمية الاجتماعية على أسس لها علاقة صلة بفهم متطلبات النهوض بالفقراء ، وتحسين أحوالهم المعيشية ، وهذه الوزارة تحديداً تتطلب لإنجاح جهودها أولئك الذين يملكون الخبرات ، والحس الإنساني الرفيع ، ومن يعطون الجهد الدؤوب في الميدان ، ويستطيعون اتخاذ القرارات الكبيرة ، مراعاة لمستوى المسؤولية ، وحجم التطلعات على هذا الصعيد.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة رشاد أبو داوود جريدة الدستور