بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما
أجمل أمتنا الإسلامية حينما تتحد
وما
أروعها حينما تقف السد المنيع بوجه كل التحديات التي يُراد لها
عشنا نماذج كثيرة لوحدة الأمة من خلال ما قرأناه ودرسناه عن سيرة هذه الأمة
المحمدية
بدءاً من الخلافة الإسلامية التي وحدت شبه الجزيرة العربية بعد وفاه الرسول الأعظم
صلى الله عليه وسلم وانتهاءً بخلافة بني عثمان التي كانت السد المنيع الحصور بوجه
كل القوات التي تحدتها وأرادتها أن تنكسر
ولكي نعيش هذه المرحلة من جديد ونرى فاعلية الأمة تعود من جديد علينا أن نقتبس من
تلك السير الخصال التي جعلتهم تتوحد بوجه تحديات عصرهم من كفر ونفاق وتمرد وارتداد
وطالما أن تاريخنا وأمتنا تعيش بمرحلة الشتات والضياع الذي نراه الأن من بعد سقوط
الخلافة العثمانية فإننا الأن جميعا ً مطالبون بوحدة إسلامية تُعيد للأمة وحدتها
وكلمتها
ولكي ترجع مرة ثانية وتكوّن الرقم الصعب بين الأمم كما كانت من قبل على مر عصورها
وتاريخها
ولكي نعيش هذه المرحلة ونعيد للأمة عنوان عزتها وكرامتها وهيبتها بين الأمم تقع
علينا مسؤليات وواجبات جميعاً
فكل
من يدعي الإسلام ويقول بإيمانه عليه واجب التوحد والوحدة ونبذ الفرقة والتفرق الذي
لم يجلب علينا إلا تحكم الكفرة وتزعم النفاق الذي صاحبه خيانة للدين والوطن
ومن
أسباب تفرق أمتنا في الوقت الحالي ، كثرة الفرق والمذاهب الإسلامية او التي تدّعي
الإسلام وكل من هذه الفرق تنظر للأخرى بعين التكفير والقتل والتخوين
ولمن أراد وحدة ً إسلامية صافية عليه أن يتمسك بما أراه الصحيح من خلال:
1_
ترك النظر للطرف الآخر على أنه خارج عن الدين
وهذا ماندعيه بفكر التكفير الذي نشأ بين الكثير من الجماعات الإسلامية
وهو
منهج مخالف كل الإختلاف لنهج الإسلام الذي يدعو للوسطية
2_
مراجعة الكتب الإسلامية القديمة وتصفيتها من العقائد والشوائب التي تخللتها وذلك من
خلال تشكيل لجنة إسلامية نقية من جميع المذاهب
تقوم بتمحيص هذه الكتب وتنقيها وتصفيها من كل ماهو مخالف للدين وللسنة النبوية
المطهرة ولمنهج علماء الأمة ومصلحيها ممن هم على منهج الحق ممن سار على منهاج
النبوة
3_
أيضا تصفيه هذه الكتب من فكرة التكفير وخصوصا الموجودة عند بعض الفرق الإسلامية
التي تمارس هذه الأفكار بشكل واقعي وذلك من خلال مليشياتها وفرقها الحربة المنتشرة
في بلاد النزاعات
والتي تقوم بتصفية وقتل وتشريد كل من يخالف فكرها وعقيدتها بناءً على احاديث كاذبة
منسوبة بإسم الدين
4_التذكير دوما ً بأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا وأن الأرض التي نعيش عليها واجبنا
جميعاً حمايتها من كل متلصص ومتربص بها
وأن
الذي يتجنس بجنسية هذه الأرض يجب أن يكون ولاؤه وفكره وعقيدته هو الدفاع عنها
والإيمان بأن هذه الوطن أرضنا قبل اي أرض
5_
على من أراد فكرة الوحدة الإسلامية فإن عليه الإيمان بتقبل الآراء المخالفة له
سواءً كانت في العبادات او المعتقدات او أي شيء آخر
فقد
عاش رسول الله صلى الله عليه مع من خالفه في دينه من اليهود فكيف بمن ينتسب لأمة
الإسلام ؟؟!!
ولا
يعني هذا القبول بالرأي المخالف , بل ما أعنيه أن نوافق بعضنا فيما اتفقنا وننصح
بعضنا فيما اختلفنا
والنصح لا يكون بالقتل والتشريد والتمثيل بالجثث بل يكون بالدعوة الحسنى التي
يدعونا لها ديننا الحنيف
قال
تعالى: (أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنى وجادلهم باللتي هي أحسن..)
6_
إن فكرة الوحدة الإسلامية لم تكن وليدة اليوم , ولم تكن من نشأ جيلنا الذي نعيش به
فقد
كان دوما ً هو مطلب الكثير عبر تاريخنا الإسلامي
فلو
رجعنا لتاريخنا العظيم لوجدنا الكثير من الشخصيات الإسلامية تطالب بهذه الوحدة ,
لذا فجذور هذه الوحدة موجود , واساسها مبني ولا يحتاج منا إلا أن نرفع هذه الأساسات
ونُعلي القواعد لتكون هناك وحدة إسلامية كاملة متمثلة بالخلافة الإسلامية التي
ضيعناها وتركناها وأرتمينا الى القومية والعنصرية والطائفية البغضية التي أسسها من
يريد تفريق الأمة ليسود هو بفكره الأعوج سواءا أكان هذا المؤسس الماسونية العالمية
والصهيونية الصليبية بل وحتى بعض الفرق الإسلامية التي تنتسب للإسلام ولكن أعمالها
وعقيدتها لا توحي بذلك
7_
أيضا ً لمن يُريد الوحدة الإسلامية عليه أن ينسى ماحصل بين الجيل الأول من معارك
أجتهادية يُثاب عليها الطرفين
فما
حصل ما بين سلفنا الأول رضي الله عنهم ورحمهم الله قد قال الله عنهم وعن حالهم :
(تلك أمة قد خلت لها ماكسبت ولكم ما كسبتم ولا تُسألون عما كانوا يعملون )
فلن
يكون ذنبنا أن فلان قتل فلان أو فلان أغتصب الخلافة من فلان
لأن
هناك ربٌ وهو يجازي المصيب ويحاسب المخطأ
والعقيدة الصحيحة هي العقيدة التي تقول أن الطرفين على صواب طالما أن الأمور حصلت
بقاعدة أن العالم إذا أخطأ كان له أجر وإذا أصاب كان له من الأجر إثنين.
لذا
على من يحاول الوحدة عليه أن ينبذ كل الحقد والكره والسب الموجه لاي طائفة كانت
ويترك عقيدة التكفير والإرتداد للآخر الذي نشأ عليه كثير من الشباب اليوم وورثوها
من الماضي .
8_
بالتأكيد ليس هناك من مسلم إلا وهو يطالب باللوحدة الإسلامية , لذا تختلف كل فرقة
وطائفة بطريقة سيرها بإتجاه الوحدة , ومن الجميل أن يكون هناك تعاون مشترك بين كل
الطوائف والفرق والمذاهب الإسلامية من اجل السير على خطى موحدة بإتجاه هذه الوحدة
المنشودة .
إن
واجب الوحدة ليس مطلوب فقط من القادة والحكام والزعماء , وإن كان الاساس يسقط
عليهم , ولكن مع هذا فواجبنا كافراد أيضا ً مطالبين بتقديم الكثير من اجل توحدنا
وما
أجمل ما قاله ذاك الزعيم الإسلامي العظيم حينما وضع شعاره وهدفه وجماعته فقال : (
نُريد الفرد المسلم ثم العائلة المسلمة ثم المجتمع المسلم ثم الحكومة الإسلامية ثم
تأتي الخلافة الإسلامية) .
جميعنا مطالبون بوحدة إسلامية تجمعنا وتوحدنا بوجه كل المحاولات الأجنبية والنفاقية
التي تحاول هدم قيمنا وطمس حضارتنا وتشويه سيرة رجال أمتنا في الماضي والحاضر
فمن
يقف على حجم التحديات التي تعيشها أمتنا لا يرى لها من حل إلا بالوحدة.
ومن
يرى حجم الإمدادات الموجودة هنا وهناك من أجل طمس القيم الإسلامية لا يرى من حل
لهذا إلا بالوحدة
الوحدة التي فقدنا فكلفتنا إحتلال العراق العربي من قبل أمريكا وأعوانها ولبنان
وفلسطين وافغانستان والشيشان وغيرها من الدول الإسلامية التي سقطت تحت نار الإحتلال
وأعوانهم.
كل
هذا يجعلنا بسؤولية كبيرة يجب ان نتحملها وإلا يكون للتاريخ رأي آخر فينا.
المراجع
odabasham.net
التصانيف
أدب مجتمع