سيكون الاهالي المحيطون بسد الموجب خارج دائرة اللوم فيما يتعلق بحرمانهم بناتهم من حق التعليم الأساسي ، والإبقاء عليهن حبيسات في البيوت ، عقب مرور عقود من الزمن على مرحلة التنوير التي أسهمت في الحاق المرأة بدائرة الإنسانية ، وذلك مرده إلى عدم تفهم وزارة التربية والتعليم لضرورة وجود مدرستين في المنطقة تكون إحداهما خاصة بالذكور والأخرى بالإناث ، وذلك منعا للاختلاط الذي يصل في مدرسة الموجب الأساسية المختلطة - التي تضم حوالي 90 طالبا- حتى الصف التاسع ، ويجعل الآباء في حالة تخوف من إبقاء بناتهم في غرف صفية مع نظرائهن من الذكور في بدايات مرحلة المراهقة ، ناهيك عن ايلاء مهمة التدريس لمدرسين رجال ، وهو الأمر الذي ربما لا يتكرر في مدارس أخرى تابعة لوزارة التربية والتعليم.
وقد أدى عدم الاستجابة لمطالب أولياء الأمور المتكررة إلى إيقاف عشرات الطالبات عن إكمال تعليمهن خوفا من مساوئ الاختلاط في هذا العمر الذي لا يقدر فيه الأطفال المسؤولية كما يجب ، وقد يسهم في وقوع الإشكاليات في هذا المجتمع ، والذي يحتاج إلى تشجيع العملية التعليمية في داخله ، لا وضع الأهالي أمام تحدي تدريس الفتيات في ظل أوضاع غير مناسبة.
وقد حاول سكان المنطقة النائية إيجاد حل لهذه القضية التي تخص بناتهم حتى يئسوا بعد لقاءات متعثرة مع بعض المسؤولين ، وفضلوا أخيرا إبقاء بناتهم في البيوت حيث لم تجد مطالباتهم العادلة التفهم الكافي ، وقد طرحت حلول مضحكة لحل المشكلة منها إعادة ترسيم المدرسة من الداخل إلى صفوف خاصة بالذكور ، وأخرى بالإناث ، وهي الفكرة التي لم ترق للأهالي ما حدا بهم إلى الشروع بعملية إخلاء المدرسة من الفتيات في توجه قسري سيمس بتأهيل هذه الشريحة الاجتماعية الأكثر حاجة للوعي ، وإمدادها بوسائل تزيد من نسبة فاعليتها في الحياة.
مدرسة الموجب المختلطة تحتاج إلى تدخل سريع من طرف وزارة التربية والتعليم يمنع وأد البنات التعليمي الذي يستفحل مع كل عام دراسي ، ويتطلب إدراجها ضمن الأولويات بحيث يصار إلى فصل الذكور عن الإناث في أبنية جديدة تسهم في رفع السوية التعليمية لهذه الشريحة من الأردنيين الذين ما يزالون يعيشون على خير الأرض ويمدوننا بجزء من حاجتنا من الثروة الحيوانية ، والمنتجات الزراعية الأخرى ، ويعانون ظروفا قاسية تتعلق بطبيعة البيئة التي يعيشون فيها وتقل فيها الخدمات والبنية التحتية ، وجزء منهم لا تضمهم البيوت الحجرية أصلا ، وإنما ما يزالون يعيشون في بيوت الشعر ، وليس كثيرا عليهم ان يصار إلى بناء مدرسة جديدة لفصل الذكور عن الإناث من أبنائهم في مرحلة المراهقة ، والتي يأنف الأهالي عن حدوث الاختلاط فيها. ولا اقل من مساعدتهم للحصول على حق التعليم في ضوء صراعهم المرير مع الحياة وقسوة البيئة.
المراجع
جريدة الدستور
التصانيف
صحافة رشاد أبو داوود جريدة الدستور