لمواجهة احتمالات سيطرة المال السياسي على القوائم الوطنية ، وذلك بالنظر الى ان الممول يتقدم موقعه عادة في القائمة ، وهو ما يعطي مؤشرات سلبية على الفرز النيابي القادم على صعيد هذه الكتل ، وذلك يأتي على خلفية غياب القوى الاسلامية المنظمة ، وبقية الاحزاب التي اعلنت المقاطعة من حلبة الصراع الانتخابي فان الحل يكمن في تبلور قائمة وطنية ذات طابع اسلامي يمكن لها ان تتشكل من خلال الشخصيات الاسلامية المعروفة، والتي لها ثقل وطني، وقد تكون القيادات المنفصلة عن جسم جماعة الاخوان المسلمين عصب هذه الكتلة اضافة الى الاسماء الاسلامية التي تحظى باحترام في صفوف الشعب الاردني، وذلك لسد الفراغ وانتاج ممثلين حقيقيين يعبرون عن اهمية هذه القوائم، ودورها في الاندماج الوطني، ونقل الناخب مستقبلا الى التصويت على مستوى الوطن، وليس لنواب المناطق والحارات كما جرت العادة، ووفقا للقوانين الانتخابية السارية.

كانت فكرة القوائم الوطنية تهدف الى اعطاء الناخب الاردني الفرصة ليتصل مع فضائه الوطني العام ، وان لا يقصر اهتمامه على الدائرة المحلية، وان يصار الى تدريبه على مراحل للتصويت الوطني، وصولا الى برلمان ينتخب على خلفية البرامج، وليس الارتباطات العائلية والعشائرية والصداقات الخاصة، وهذه الفكرة مهددة بالفشل ان لم تتبلور قائمة شعبية تحظى بقبول شعبي عام، وتتمكن من حصد جزء متجانس من المقاعد على خلفيات فكرية، وان لا تتحول القوائم الى مجال للتنافس بين رجال المال والاثرياء للوصول بها الى مقاعد مجلس النواب.

والاسلاميون الذين لهم باع طويل في العمل العام معرفون للمجتمع الاردني، والذي يميل بطبعه الى التدين، وبامكانهم اليوم ان يسارعوا الى تشكيل كتلة ذات ثقل شعبي وان تلتئم بسرعة وتبدأ العمل، وستجد انها ستحصد الاصوات الخاصة بالقائمة الوطنية، وربما انها تسد بعض الفراغ الذي احدثته مقاطعة جبهة العمل الاسلامي ، وهو ما كان يصب في غير صالح ترسيخ مفهوم القوائم الوطنية في الحياة السياسية في الاردن للاسف.

مطلب يقتضيه واقع الحال بأن تنشط الشخصيات الاسلامية لتكوين قائمة وطنية قد تكون فرصتها كبيرة في ظل خلو الساحة من قوائم تطرح على اساس فكري الى اللحظة ، وقد يتحول هذا التكتل مستقبلا الى نواة حزب اسلامي جديد يعتمد على قواعده التي منحته اصواتها وامكانية خرطها في العمل العام وبذلك تجد الحياة السياسية انها امام نقطة تحول تعزز التعددية، وتفتح افاقا للتباين بين الرؤى والطروحات التي تقود ساحة العمل السياسي الاردني.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   رشاد أبو داوود   جريدة الدستور