هي قناعةٌ صاحبتني منذ الأزل، أن أسير وأعيش بتلقائيةٍ كاملة، وأن أعمل وأنجز بتخطيطٍ دقيق وعميق، وأن أتحلى بنفسٍ طويل وبالٍ رغم أنف الصعوبات هادئ ومريح، فخطوات الألف ميل وإن طالت المسافة بيني وبينها فإنني حتمًا وبمشيئة الخالق سأصلها؛ لأتربع على عرش القمةِ، القمةُ التي لا يصعدُ إليها إلا كل مخلص؛ فكثيرون يتحدثون عن النجاح، وكثيرون ينجحون لفترة ثم سُرعان ما يُصبحون في عِداد المنسيين، وليس أدل على ذلك أنك عندما تريد أن تُعدد أسماء الناجحين والحالمين والمتميزين لا يخطرون ببالك؛ لأنهم ليسوا بمخلصين، فالإخلاص هو المعدن الثمين والأغلى الذي لا يُصاحبُ إلا أصحاب النية الطيبة والسمعة الحسنة والسلوك الجميل..
قد نرى في حياتنا العشرات من الوجوه، بعضها ترسخ في ذاكرتنا إلى أبد الآبدين، وبعضها تزول بسرعة البرق، حتى إذا ما قابلناها مرة أخرى، أنكرنا دون قصدٍ أننا التقينا بها في السابق، هي معركة الخلود وصراع البقاء اللذان يحتمان علينا أن نبقى متيقظين لكل محاولات الآخرين في التسلق والظهور على أكتافنا، هي معركة التحدي والإقدام التي تتطلب منا مراجعة الذات كلما حاولت التقهقر إلى الوراء، لأيِ سببٍ من الأسباب، ولأي عذرٍ من الأعذار، فكل الأسباب والتبريرات التي تحول دون تقدم أي حالمٍ وطموحٍ منا هي غير مقبولة على الإطلاق؛ فمن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر، وأيُ حفرٍ هذه التي نضع بها أنفسنا وبمحض إرادتنا ودون جهلٍ منا رغم أننا مازلنا على قيد الحياة؟ هي ذات الحفر التي سيضعنا بها الآخرون عندما نلفظ الرمق الأخير وتصعد أرواحنا إلى بارئها!!
فمن ودع حياة الإبداع والصعود إلى العلياء هو ميتٌ ويقبع في حفرةٍ من مستنقع الركود والتسليم بالواقع والروتين، فحذارِ أن تكوني يا " هنادي " منهم!! وأنا على يقين أنكِ لن تكوني إلا كما أردتِ لنفسكِ ...
المراجع
odabasham.net
التصانيف
أدب مجتمع