بينت هذه الورقة كيف يساهم " برنامج شركاء الإعلام لصحة الأسرة" بشكل فعال ومؤثر ومباشر في تحقيق شروط التوظيف الأمثل للهبه الديموغرافية على مستوى التوعية والتثقيف وكسب التأييد . فمن خلال مكوناته / محاورة الخمسة الرئيسية : التنسيق الاستراتيجي , بناء القدرات والمأسسة , الدعوة وكسب التأييد , الربط مع التنمية والسكان والجندر والبيئة , والاتصال لتغيير السلوك بمكوناته ( الدراسات والأبحاث, الإعلام / التسويق / القطاع الخاص , والشباب وتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات, تحفيز المجتمعات المحلية,, والتعليم وتطوير المناهج) يؤمن الاستمرارية في تنفيذ برامج التوعية والتثقيف في المجال الصحي لغاية نهاية عام2008 . كما أنه يستوظف اللقاءات الحوارية والملتقيات الإقليمية وورش العمل والندوات على مستوى الأقاليم والمحافظات لرفع مستوى الوعي والتثقيف للقضايا السكانية والتنموية وعلى رأسها الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة الموجهة للشباب بشكل خاص, كما يساهم في تضمين المناهج الدراسية في المرحلتين الأساسية والثانوية مفردات الصحة الإنجابية / تنظيم الأسرة بأسلوب ترفيهي تعليمي مبتكر.
كما يساهم البرنامج في تحقيق التوظيف الأمثل على مستويات أخرى وبشكل مباشر من حيث الاهتمام التنموي العادل بين مناطق الحضر والريف وكافة المحافظات بإتاحة فرص المشاركة بأنشطته لكافة المناطق , كما أنه يقوم بضمان شراكة فعالة واسعة النطاق بين القطاع العام والأهلي والخاص في تحديد الأهداف وتصميم السياسيات وتنفيذ وتقييم الأنشطة المتعلقة بالاتصال لتغيير السلوك الصحي في المملكة , كما يوفر بيئة داعمة تحث على ترشيد الإنجاب والاكتفاء بأسر صغيرة الحجم عن طريق استعانته براسمي السياسات وواضعي القرارات وقادة الرأي من برلمانين, وعلماء دين , وصحفيين وغيرهم من المؤثرين.
كما يساهم البرنامج في تحقيق شروط التوظيف الأمثل للهبه الديموغرافية على مستوى الإدارة الرشيدة حيث أنه يساهم في تدريب كوادر ماهرة ومؤهلة في المجالات المتعددة للاتصال الاستراتيجي لتغيير السلوك في كل من القطاعات العامة والخاصة والتطوعية ومن حيث توفير فرص التطور والنمو لكافة الأفراد والمؤسسات ذوي العلاقة دون استثناء لأحد. وعلى مستوى تنمية الموارد البشرية من حيث تقديمه أحدث ما توصل إليه العلم في مجال أنظمة التدريب الحديثة الخاصة بالاتصال والإعلام.
جميع ما ذكر سابقاً يتحقق عن طريق أنشطة " برنامج شركاء الإعلام لصحة الأسرة" المختلفة وبشكل مباشر وعلى المدى القريب . أما على المدى البعيد وبعد الانتهاء من تنفيذ كافة تدخلات البرنامج على المستوى الوطني الإعلامي الجماهيري وعلى مستوى المجتمعات المحلية والمدارس فإنه من المتوقع أن يساهم في تحقيق الشرط الأمثل على المستوى الديموغرافي من حيث انخفاض معدل الخصوبة الكلية للوصول إلى مستوى الإحلال, وانخفاض حجم الأسرة , وانخفاض معدل الوفيات كنتيجة غير مباشرة لتأثير حملاته الاتصالية الإستراتيجية على معارف وتوجهات وسلوكيات المواطنين بكافة فئاتهم وأعمارهم وخاصة الشباب منهم وهذا بدوره سيؤدي إلى تحقيق إنجازات على المستوى الصحي من حيث التوسع في تحسين الصحة العامة والصحة الإنجابية نتيجة لتحسين تلك الخدمات من جهة ونتيجة لزيادة الطلب على تلك الخدمات عن طريق حملاته لخلق الطلب على الخدمات المتميزة لتنظيم الأسرة / الصحة الإنجابية التي سيقوم البرنامج بتقديم الدعم الفني لها خلال عام 2007.
حيث أن " برنامج شركاء الإعلام لصحة الأسرة" بكافة مكوناته سينتهي عام 2008 يوصى بأن تقوم جهة معينة أو مجموعة من الجهات مثل وزارة الصحة , المجلس الأعلى للسكان , الجمعية الملكية للتوعية الصحية بمتابعة برامج التوعية والتثقيف المبنية على أسس علمية معتمدة وخاصة فيما يتعلق بالصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة للشباب بشكل خاص حيث تبين الدراسات أهمية الثبات consistency والاستمرارية Continuity لمثل هذه البرامج لتأكيد فعالية تأثيرها على السلوكيات الصحية للأفراد.