على وزارة السياحة، والاثار الاردنية ان تعيد بناء قصر الملك المؤابي الشهير ميشع المهدم في ذيبان، وتحوله الى مقصد للسياحة التاريخية، وهو من اشهر ملوك التاريخ الذين حكموا في هذه المنطقة، ويمكن لهذا المكان الذي يتجلى فيه عبق التاريخ ان يشكل دخلا سياحيا مهما لذيبان تلك التي تعاني في مجال البنية التحتية، والاهتمام باولوياتها التنموية.

والملك ميشع قاهر اليهود وطاردهم من هذه البقعة إذْ حررها، وهي التي كانت تدفع فدية سنوية لهم. ثم ازال عنها الاحتلال، وانتصر في حربه مع اليهود، وخلد معاركه على حجر ميشع المسروق، والذي استقر في متحف اللوفر في باريس.

قصر هذا الملك الشهير في التاريخ ما تزال حجارته متناثرة على احد اكتاف ذيبان، ويتحول الى مكان لرعي الاغنام، وكأن هنالك خطورة بالغة تكمن في الاقتراب منه، والتنقيب عن التاريخ المدفون في ثناياه، واشاعة العزة التاريخية التي تكتنفه.

وهذا القصر السر يحكي قصة ملك مؤاب التي تضمنها حجر ميشع، وفيه يشير الى ان عمري ملك اسرائيل اضطهد مؤاب طويلا، ويرد على ذلك بالقول: “ ولكن كموش جعلني اراه مهزوما من امامي، هو والهه، وبادت اسرائيل... بادت الى الابد”.

ويستطرد قائلا “ وقال لي كموش “ اذهب وخذ نبو من اسرائيل فذهبت في نفس الليلة، واشتبكت بالمدينة، وافتتحتها... كما انني اخذت مواقد يهوه، وسحبتها جميعا حتى وضعتها بين يدي كموش”.

وكانت ديبون المحتلة من قبل عمري ملك اليهود تدفع بسبب غناها، وسهولها الخصبة جزية مقدارها مائة الف كبش حتى ثار ملكها ميشع ملك مؤاب، وطرد الغزاة منها. حيث في منتصف القرن التاسع قبل الميلاد ظهر هذا الملك العظيم ، والذي لم يكتف بالامتناع عن دفع الجزية لليهود بل ضربهم ضربة قاصمة، وخلد حروبه معهم على الحجر المؤابي الشهير.

والى ذلك فتشير الدراسات كما قال المؤرخون الى ان مملكة مؤاب التي عاصمتها ذيبان كانت من الد اعداء مملكتي اسرائيل، ويهوذا؛ ما جعل تاريخ مؤاب في التوراة خاضعا للتحريف الحاقد، وناقلا لوجهة النظر العبرانية.

وقد ورد في سفر جرمي 17/18 الاشارة التي تنذر بخراب ديبون، ونصت على ذلك بالقول: “ ايتها الابنة التي تقطن ديبون، تعالي وانزلي من عظمتك، ومجدك العالي، واجلسي في العطش، ذلك ان مدمر مؤاب سيأتي اليك، وسوف يخرب جميع قلاعك، وحصونك”.

وها هي وزارة السياحة والاثار الاردنية تحقق امنيات النص التوراتي بترك قصر الملك المؤابي العظيم مهدما على حاله بحيث يتحول الى خرائب و مرعى للاغنام .

ام ان هنالك من سيجرؤ على رفع طائف النسيان عن هذا التاريخ الذي يعبق بالعزة، ويعيد بناء هذا القصر، والتاريخ الذي يحويه؟.


المراجع

جريدة الدستور

التصانيف

صحافة   رشاد أبو داوود   جريدة الدستور